الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


شعر

إني لأذكر مولاي وأشكره في كل وقت وفي داج من الظلم

فكم له نعمة في كل جارحة ضاقت لكثرتها عن شكرها هممي

فرض على كل عبد شكر خالقه فيما أفاض من الأنعام والكرم

أوحى الله إلى داود عليه السلام: يا داود، اعرفني واعرف قدر نفسك. ففكّر ساعة، ثم قال: إلهي عرفتك بالأحدية، والقدرة، والبقاء، وعرفت نفسي بالعجز، والضعف، و الفناء.

قال السريّ: اطلب حياة قلبك بمجالسة أهل الذكر، واستجلب نور القلب بدوام الحزن، و التمس تعجيل الانتقال، وإياك والتسويف، ونافس الأبرار في إقامة الفرض، ونافس المقربين في إخلاص النوافل، واترك فضول الحلال، واطلب حلاوة المناجاة بفراغ القلب، واستجلب زيادة النّعم بعظيم الشكر، وأكثر من الحسنات الحديثات للسيئات القديمات، واستبق الحسنات بترك التبعات، وسارع في الخيرات، واحذر ما يوجب العقوبات.

وروين من حديث ابن ودعان، قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن الخليل، عن علي بن أبي القاسم، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن الحسن العبدي، عن أبيه، قال: حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن حميد وثابت جميعا، عن أنس بن

مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من ضعف اليقين أن ترضى الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمّهم على ما لم يؤتك الله إن رزق الله لا يحدّه حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره، وإن الله تبارك وتعالى بحكمته جعل الروح والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهمّ والحزن في الشك والسخط، إنك لن تدع شيئا تقرّبا إلى الله إلا أجزل لك الثواب عليه. فاجعل همّتك وسعيك لآخرة ل ينفذ فيها ثواب المرضي عنه، ولا ينقطع فيها عقاب المسخوط عليه» .

وروين من حديث الخطابي، قال: حدثنا ابن داسة، حدثنا أبو داود، ثنا عمرو بن مروان، قال: أخبرنا شعبة، عن الأشعث بن سليمان، عن أبي بردة، عن ثعلبة بن ضبيعة، قال: دخلن على حذيفة قال: إني لا أعرف رجلا لا تضرّه الفتن شيئا. قال: فخرجنا فإذا فسطاط مضروب، فدخلنا فإذا فيه محمد بن مسلمة، فسألناه عن ذلك فقال: ما أريد أن أستمل على شيء من أمصارهم حتى تنجلي عما انجلت.

روينا من حديث ابن الخطاب، قال: حدثنا ابن الأعرابي، عن أبي سعيد، عن يحيى بن سعيد القطّان، عن محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى، قال: أخبرني مسلم، قال: كنا مع عبد الله بن الزبير، والحجاج محاصره، فكان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير، فإذا فاتته الصلاة معه، وسمع مؤذن الحجاج، انطلق فصلى معه، فقيل له: تصلي مع ابن الزبير ومع الحجاج؟ قال: إذا دعونا إلى الله أجبناهم، وإذا دعونا إلى السلطان تركناهم.

وكان ينهى ابن الزبير عن طلب الخلافة والتعرض لها. ه‍-المجلس.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!