الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


خبر الحطيئة الشاعر مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه

لما رفع إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن الحطيئة آذى الناس بهجائه، فاستحضره وأنّبه و أوهمه أنه يقطع لسانه، فقال له الحطيئة: بالله يا أمير المؤمنين إلا ما أقلتني فقد هجوت والله أمي وأبي وامرأتي ونفسي. فقال له عمر: ما الذي قلت في أمك؟ قال: قلت فيها، والجواب للأب:

ولقد رأيتك في النساء فسؤتني وأبا بنيك فساءني في المجلس

وقلت فيها أيضا:

تنحّي فاجلسي مني بعيدا أراح الله منك العالمينا

غربالا إذا استودعت سرا وكانونا على المتحدثين

ثم قلت في امرأتي:

أطوّف م أطوّف ثم آوي إلى بيت قعيدته لكاع

ثم نظرت في بئر فرأيت وجهي فاستقبحته فقلت:

أبت شفتاي اليوم إلا تكلما بشرّ فما أدري لمن أنا قائله

أرى لي وجها قبّح الله خلقه فقبح من وجه وقبح حامله

فأمر به فسجن في قعب، فكتب إليه بعد أيام يقول:

ما ذ تقول لأفراخ بذي مرح حمر الحواصل لا ماء ولا شجر

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه ألقت إليك مقاليد النهي البشر

ما آثروك بها إذ قدّموك لها لا بل لأنفسهم قد كان الأثر

فأمر به فأحضره فاستتوبه وخلى سبيله. ه‍.

بِسْمِ اَلله اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!