65. الباء- نقطة الباء

الباء 1 دليل الصفة في مقابل الألف دليل الذات 2. وهي رمز للتعين الأول 3، الذي يشكل وسطا بين الواحد والكثير - اما نقطة الباء فتشير إلى وجود العالم اي الموجودات.

ووقوعها تحت الباء تمثيل لتبعية الموجودات للتعين الأول 4، وهي رمز الانسان الكامل 5 عند الصوفية.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ بالباء ظهر الوجود، وبالنقطة تميز العابد من المعبود. قيل للشبلي رضي اللّه عنه: أنت الشبلي، قال: انا النقطة التي تحت البا 6 وهو قولنا النقطة للتمييز وهو وجود العبد بما تقتضيه حقيقة العبودية.

وكان الشيخ أبو مدين رضي اللّه عنه يقول: ما رأيت شيئا الا رأيت الب عليه مكتوبة. فالبا المصاحبة للموجودات من حضرة الحق في مقام الجمع والوجود، اي بي قام كل شيء وظهر. .. ووقع الفرق بين الباء والألف الواصلة، فان الألف تعطي الذات، والباء تعطي الصفة، ولذلك كانت لعين الايجاد أحقّ من الألف بالنقطة التي تحتها وهي الموجودات. “ ( رسالة الاسرار بالباء ظهور الوجود. ورقة 123 - ب ) 7.

“ حرف الباء. .. وهو مقام العقل، الذي هو في ثاني مرتبة من الوجود. كم أن الباء في المرتبة الثانية من الحروف “.

( شرح ترجمان الأشواق ص 108 هامش رقم 3 ).

“ فالانسان الكامل هو عين الأعيان. .. لأنه النقطة التي تحت الباء ومحل الفيض. .. “ ( معرفة الكنز العظيم مخطوط الظاهرية رقم 5570 ق 154 ).

“ ومنهم ( الحروف ) خلاصة خاصة الخاصة. وهو الباء. “ 8

( ف - السفر الأول - فقرة 454 ).

..........................................................................................

( 1 ) “ الباء من الحروف المجهورة ومن الحروف الشفوية، وسميت شفوية لان مخرجها من بين الشفتين. .. “ ( لسان العرب ).

( 2 ) راجع “ الألف “.

( 3 ) اي هي رمز إلى حقيقة الحقائق التي ظهر بها الوجود استنادا إلى الحديث: “ أول ما خلق اللّه نوري ومن نوري خلق كل شيء “. فالباء هي رمز النور المقصود في الحديث.

- كما يقول صاحب لطائف الاعلام ق 39 أ: “ قال الشيخ (ابن العربي ) في كتابه المسمى بالباء: انهم يشيرون بالباء إلى أول الموجودات، وهو في الرتبة الثانية من الوجود وبه قامت السماوات والأرض وما بينهما. .. “

- راجع “ تعين أول “ في هذا المعجم، كما يراجع:

كتاب الجيلي “ مراتب الوجود “ ( مكتبة الجندي ص 4 ) المرتبة الثانية في مراتب الوجود.

وكشاف التهانوي ج 1 ص 109 مادة ( ب ).

( 4 ) “. .. وقال أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه: انا نقطة باء بسم اللّه. فأشار بالباء إلى التعين الأول، الذي هو العقل الأول، لان الباء أول تعين في حروف التهجي، ونقطة الباء إشارة إلى وجود العالم الواقع تحت التعين الأول، الذي هو العقل الكلي والروح الأعظم المحمدي صلى اللّه عليه وسلم.

معنى ان وجود العالم بالنسبة إلى الروح الأعظم كالنقطة بالنسبة إلى الباء. في التبعية ووقوعها تحته ولهذا قال رضي اللّه عنه: انا تلك النقطة لأنه عالم لحقيقة حقائق العالم. .. “

( الأجوبة عن الانسان الكامل - مخطوط الظاهرية رقم 6824 ورقة 222 ب).

( 5 ) انها ترمز إلى الانسان الكامل ولذلك كثرت أقوال الصوفية في تعريفهم أنفسهم انهم “ نقطة الباء “. كما يراجع “ انسان كامل “.

( 6 ) يشير الشيخ ابن العربي إلى هذا القول للشبلي في ابيات من الفتوحات السفر الأول فقرة 608.

- يقول عبد الرحمن الكردي ( ت. 1195 ه ) تلميذ عبد الغني النابلسي في كتابه شرح الجلالة مخطوط مطيع الحافظ ص 1:

“ الشبلي: انا النقطة التي تحت الباء اعني انا العبد المميز بالذلة عن العابد الموصوف بالعزة. “.

( 7 ) النص نفسه في الفتوحات ج 1 ص 102. كما يراجع كتاب عثمان يحيHist et class R. G. 71فيما يتعلق بالباء للشيخ ابن العربي.

( 8 ) كما أن في البشر جماعة هم خلاصة خاصة الخاصة المقصود بهم الكمّل. كذلك في الحروف تأخذ الباء مكانة الانسان الكامل من البشر.