الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


57. الأنثى

المترادفات: حواء 1 - لوح.

في اللغة:

“ وأما الهمزة والنون والثاء فقال الخليل وغيره: الأنثى خلاف الذكر، ويقال سيف [ أنيث ] الحديد، إذا كانت حديدته أنثى 2. .. “

( معجم مقاييس اللغة مادة “ انث “ ).

في القرآن:

انحصر مضمون الأنثى في القرآن بالمعنى اللغوي السابق .” يا أَيُّهَ النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً “. ( 49 / 13 ).

عند الشيخ ابن العربي:

* عندما ينظر الشيخ ابن العربي إلى المرأة كأحد وجهي الحقيقة الانسانية يرى أنها شقيقة الرجل، تنال ما يناله من المقامات والمراتب والصفات حتى القطبية.

فالحقيقة الانسانية 3 واحدة، تطلق بكافة مقتضياتها واحكامها على الذكر والأنثى، فلا يفترقان الا عند الانتاج كما سنرى في المضمون الثاني.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ وهذه كلها [ الخلافة - خرق العادة ] أحوال يشترك فيها النساء والرجال ويشتركون في جميع المراتب حتى في القطبية. .. ولو لم يرد الا قول النبي صلى اللّه عليه وسلم في هذه المسألة: ان النساء شقائق الرجال 4 لكان فيه غنية، اي كل ما يصح ان يناله الرجل من المقامات والمراتب والصفات يمكن ان يكون لمن شاء اللّه من النساء. “ ( ف 3 / 89 ).

“ واما كون كل انسان خليفة فمن وجه قوله عليه السلام: “ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته “ 5 وليس المخصوص بهذا الذكورية فقط، فكل منا أيضا في صورة الكامل من الرجال والنساء، فان الانسانية تجمع الذكر والأنثى، والذكورية والأنوثة فيه عرضان ليستا من حقائق الانسانية، وان كانت تنشأ عنها حقائق أخرى من حقائق النتاج. .. “.

(الانسان الكلي ص 2 ب مخطوط الظاهرية رقم 4865 ).

“ حواء خلقت من آدم، فلها حكمان: حكم الذكورة بالأصل وحكم الأنوثة بالعارض “ ( ف 4 / 84 ).

****

عندما ينظر الشيخ ابن العربي إلى المرأة كحقيقة منفردة متميزة رغم صدورها عن الحقيقة الانسانية، تتحول إلى صفات خاصة يؤلف مجموعها: المرأة أو الأنثى.

فالأنثى أو حواء هي صفة أو محل الانفعال والتكوين في مقابل صفة الفعل ( الرجل - آدم ) - وهي مرتبة التفصيل في مقابل مرتبة الجمع ( الرجل - آدم ).

وهكذا تتحول المرأة إلى مرتبة من تحقق بصفاتها صار أنثى ولو كان رجل 6.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ( 1 )ولما كان النساء محل التكوين، وكان الانسان بالصورة يقتضي ان يكون فعّالا ولا بد له من محل يفعل فيه، ويريد لكماله الا يصدر عنه الا الكمال. .. ولا أكمل من وجود الانسان ولا يكون ذلك الا في النساء اللاتي جعلهن اللّه محلا، والمرأة جزء من الرجل بالانفعال الذي انفعلت عنه. ..

ولما كانت المرأة كما ذكرت عين ضلع الرجل 7 فما كان محل تكوين ما كون فيها الا نفسه، فما ظهر عنه مثله الا في عينه ونفسه “ ( ف 3 / 505 ).

“ منزلة حواء من آدم وهي محل التناسل وظهور أعيان الأبناء “ ( ف 3 / 88 ).

“ النساء فإنهن محال الانفعال والتكوين لظهور أعيان الأمثال في كل نوع 8. .. “ ( ف 4 / 454 ).

“ فان المرأة من الرجل بمنزلة الطبيعة من الامر الإلهي - لأن المرأة محل وجود أعيان الأبناء، كما أن الطبيعة للامر الإلهي محمل ظهور أعيان الأجسام فيها

تكونت وعنها ظهرت، فأمر بلا طبيعة لا يكون، وطبيعة بلا أمر لا تكون فالكون متوقف على الامرين. .. فمن عرف مرتبة الطبيعة عرف مرتبة المرأة 9 “ ( ف 3 / 90 ).

“ ( 2 )فالتذكير في الأصل وهو آدم. .. والتأنيث في الفرع وهو حواء. .. وقد أشبعنا القول في هذا الفصل في كتاب الجمع والتفصيل 10 الذي صنفناه في معرفة اسرار التنزيل.

فآدم لجميع الصفات وحواء لتفريق الذوات إذ هي محل الفعل والبذر “. ( ف 1 / 65 ).

” ( 3 )انا إناث لما فينا يولده * فلنحمد اللّه ما في الكون من رجل

ان الرجال الذين العرف عينهم * هم الإناث وهم نفسي وهم املي. “( ف 4 / 445 ).

نلاحظ في النص الأخير، ان الأنثى تتحول إلى مرتبة الخلق المنفعل، في مقابل مرتبة الحق الفاعل.

اما من الناحية الانطولوجية، فالمرأة هي النفس الكلية، ومن حيث كونه النفس الكلية فهي أول النفوس، وكل أول يسري 11 في كل ما يتكون بعده، فالمرأة هي الأنوثة السارية في العالم، اي النفس الكلية السارية في النفوس الجزئية والظاهرة صفاتها بوضوح في النساء - ومن حيث إن المرأة هي النفس الكلية اذن هي اللوح المحفوظ الذي يمده القلم الاعلى ( آدم - الرجل ).

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ( 1 )قيل للمرأة: التي هي عبارة عن النفس الكلي “

( كتاب الاسفار ط. حيدراباد ص 43 ).

“ ( 2 )من حيث المرأة [ حنينها إلى زوجها ] حنين الجزء إلى محله والفرع إلى أصله والغريب إلى وطنه، وحنين الرجل إلى زوجته حنين الكل إلى جزئه لأنه به يصح عليه اسم الكل وبزواله لا يثبت له هذا الاسم، وحنين الأصل إلى الفرع لأنه يمده، فلو لم يكن لم تظهر له ربانية الامداد. .. “

( ف 3 / 88 ).

( 1 ) حواء في أصلها العبري تفيد معنى الحياة. انظرEncy - Britannica ، Art: Adam.

( 2 ) اي اللينة ويقابله السيف الذكير، وهو الصلب الحديد.

( 3 ) راجع “ انسان “

( 4 ) انظر فهرس الأحاديث حديث رقم ( 16 ).

اما الآية القرآنية التي تشير إلى أن للرجال على النساء درجة. فانظر كيف يفسر الشيخ ابن العربي هذه الدرجة في الفتوحات الجزء الثالث ص 87 وهذا الشرح مهم.

( 5 ) راجع فهرس الأحاديث حديث رقم: ( 10 ).

( 6 ) يراجع بخصوص المرأة والرجل عند الشيخ ابن العربي:

- الفص المحمدي. حيث يتكلم على تحبيب النساء للرسول صلى اللّه عليه وسلم، وكيف ان شهود الرجل الحق في المرأة أتم وأكمل الشهود، وذلك لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل. (الفصوص ج 1 ص 214 - 220 ).

- ترجمان الأشواق - المقدمة ص ص 7 - 14 ط دار صادر. حيث تتحول المرأة إلى رمز يعبر من جمالها المقيد إلى الجمال المطلق الأصل ،

وقلما اعطى صوفي المرأة المكانة التي أعطاها إياها الشيخ ابن العربي:

يشهد الحق فيها، ويعبر إلى الحق منها. وهذا ليس غريبا على نظرية تقول بوحدة الوجود فما ثمة الا الذات وأسماؤها وصفاتها وتجلياتها. وفي التجلي نشهد الحق، ومنه نعبر إلى الحق.

- مجلة “ الهلال “ سنة 1947 عدد يوليو مقال بعنوان “ عذراء في حياة صوفي “.

أبو العلا عفيفي. حيث يتكلم على “ نظام “ في حياة الشيخ ابن العربي وبحلل نظرته إلى محبوبته وعلاقته بها في كتابه ترجمان الأشواق فلتراجع.

- الفتوحات ج 3 ص ص 87 - 90.

- كتاب الألف ط. حيدراباد ص ص 8 - 9.

- منزل القطب ط. حيدراباد ص 13.

( 7 ) هل المرأة خلقت من ضلع الرجل ؟ وما رأي القرآن والحديث في هذ الموضوع ؟ ان القرآن لا يشير إلى خلق المرأة من ضلع الرجل، بل الأكثر من ذلك كلمة “ ضلع “ لم ترد أساسا في القرآن وكل ما يبينه القرآن في خلق المرأة اضافتها إلى النفس الواحدة التي هي آدم. ورد في التنزيل :” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها “( 7 / 189 ) .” ما خَلْقُكُمْ وَل بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ “( 31 / 28 ) .” خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها “( 39 / 6 ).

اما الحديث الشريف، فقد أورد البخاري عدة أحاديث حول تشبيه المرأة بالضلع دون اضافتها إلى آدم أو الرجل يقول:

“ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: استوصوا بالنساء، فان المرأة خلقت من ضلع، وان اعوج شيء في الضلع أعلاه، فان ذهبت تقيمه كسرته. وان تركته لم يزل اعوج. فاستوصوا بالنساء “ ( بخاري. ج 4 ص 161 وج 7 ص 34 ط ).

“ انما المرأة كالضلع “ بخاري ج 7 ص 33.

“ المرأة كالضلع ان أقمتها كسرتها وان استمتعت بها، استمتعت بها وفيه عوج “

( بخاري ج 7 ص ص 33 – 34).

( 8 ) يراجع بخصوص الأنثى محل الانفعال والتكوين. الفتوحات ج 4 ص 150 وج 2 ص 471.

( 9 ) راجع “ الام العالية الكبرى “.

( 10 ) كتاب “ الجمع والتفصيل في اسرار معاني التنزيل “ وهو تفسير للقرآن الكريم من 64 مجلدا، يفسر فيه كل آية بثلاث نسب: الأولى من ناحية الجلال، والثانية من ناحية الجمال، والثالثة من ناحية الكمال. راجع كتاب عثمان يحيHist ، et class. R. G. 172.

( 11 ) راجع “ أول “.

***


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!