الفتوحات المكية

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


318. - رداء

المترادفات: رداء الكبرياء - رداء الحق

في اللغة:

“ الراء والدال والياء أصل واحد يدل على رمي أو ترام وما أشبه ذلك. يقال رديته بالحجارة أرديه: رميته. .. ومن الباب الرّدى، وهو الهلاك، يقال ردى، يردى، إذا هلك. وأرداه اللّه: أهلكه. .. ومما شذ عن الباب الرّداء الذي يلبس. م أدري مما اشتقاقه، وفي اي شيء قياسه، يقال فلان حسن الرّدية، من لبس الرداء. .. “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ ردى “ ).

في القرآن:

غير واردة في القرآن.

عند الشيخ ابن العربي:

“ رداء “ مصطلح يمكن اضافته إلى المفردات التي تشكل عائلة “ حجاب “، فالرداء حجاب، ولكن له مواصفات خاصة استفادها الشيخ ابن العربي من موحيات الرداء ومواصفاته ؛ ففارق بذلك عمومية “ الحجاب “ إلى خصوصية لم تخرجه عن معناه، ولم تفقده “ الايجابية “ التي تميز بها عند الشيخ الأكبر [ حجاب موصل، انظر “ حجاب “ ].

يرى الشيخ ابن العربي اشتقاقين للرداء يضعهما في خدمة وجهيه:

فالرداء من جهة مستهلك استهلاكا كليا في المرتدي فلا وجود ذاتي له.

ومن ناحية أخرى الرداء على صورة المرتدي إذ لو لم يكن على صورته لم ارتداه.

وجهان للرداء خاصة وللحجاب عامة يتناوبان الستر والكشف، بل يجمعان الستر والكشف معا على “ المرتدي “ اي الحق.

وسنترك الشيخ الأكبر يعبّر بلغته عن “ الرداء “ فنرى اللفظ في سياقه وحركية علاقاته ؛ يقول:

( 1 ) الرداء من الردى - الهلاك.

“. .. وانما سماه رداء لأنه مشتق من الردى المقصور وهو الهلاك، لأنه مستهلك في الحق استهلاكا كليا. .. “ ( ف 2 / 104 ).

“. .. فان قلت: وما الرداء.

قلنا: الظهور بصفات الحق في الكون، فان قلت: وما الكون. قلنا: كل امر وجودي وهو خلاف الباطل. .. “ ( ف 2 / 129 ).

النص الثاني جعل الرداء هو الظهور بصفات الحق في الكون.

وهذا لا يكون الا للفاني أو المستهلك في الحق الذي ظهرت صفات الحق على البدل من صفاته.

( 2 ) الرداء من التردي - صورة

“. .. الكبرياء رداء الحق وليس سواك. فان الحق تردى بك إذ كنت صورته.

فان الرداء بصورة المرتدي، ولهذا ما يتجلى لك الا بك ،

وقال: من عرف نفسه عرف ربه، فمن عرف الرداء عرف المرتدي، ما يتوقف معرفة الرداء على معرفة المرتدي. ..

فما وصلت الأعين الا إلى الرداء وهو الكبرياء، وما تجلى لك الا بنا فم وصلت الرؤية الا الينا، ولا تعلقت الا بنا فنحن عين الكبرياء على ذاته. ..

فإذا قلبت الانسان الكامل رأيت الحق، والانسان لا ينقلب فلا يرجع الرداء مرتديا لمن هو له رداء فهذا معنى الكبير. فإنه كبير لذاته والكبرياء نحن، فمن نازعه منا فينا قصمه الحق. .. “ ( ف 4 / 245 ).

“. .. ما الرداء. الجواب: العبد الكامل المخلوق على الصورة، الجامع للحقائق

الامكانية والإلهية وهو المظهر الأكمل الذي لا أكمل منه، الذي قال فيه أبو حامد: ما في الامكان ابدع من هذا العالم لكمال وجود الحقائق كلها فيه، وهو العبد الذي ينبغي ان يسمى خليفا ونائبا، وله الأثر الكامل في جميع الممكنات وله المشيئة التامة. .. “ ( ف 20 / 103 ).

( 3 ) الرداء: ستر وكشف

“ ولما كنا عين كبرياء الحق على وجهه، والحجاب يشهد المحجوب [ اللّه ]، فاثبت انا نراه، فصدق الأشعري وصدق قوله ترون ربكم، كما صدق [ المعتزلة ] لن تراني. وللرداء ظاهر وباطن فيراه [ الحق ] الرداء بباطنه فيصدق ترون ربكم ويصدق مثبت الرؤية، ولا يراه ظاهر الرداء فيصدق المعتزلي ويصدق لن تراني، والرداء عين واحدة. .. فلا يشهد العالم سوى الانسان الذي هو الرداء، والرداء من حيث ظاهره يشهد من يشهده وهو العالم. .. “ ( ف 4 / 246 ).

..........................................................................................

( 1 ) يراجع بشأن رداء عند الشيخ ابن العربي: - كتاب التراجم ص 61 ( الرداء والإزار ).

- الفتوحات ج 2 ص 40 ( الرداء - الإزار ). ص 103 ( الإزار ).


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!