الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الثامن والأربعون ومائة في معرفة مقام الفراسة وأسرارها]

و قال في الباب الثامن والأربعين ومائة في قوله صلى اللّه عليه وسلم: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللّه» . إنما أضاف نور الفراسة إلى الاسم اللّه دون غيره لأن الاسم اللّه هو الجامع لأحكام الأسماء فيكشف المذموم والمحمود، وحركات السعادة والشقاوة فلو أنه صلى اللّه عليه وسلم، أضاف نور الفراسة إلى الاسم الحميد مثلا لما كان المتفرس يرى بنور فراسته إلا المحمود السعيد خاصة قال: ومن كانت فراسته العلامات الربانية فلا تخطئ له فراسة بخلاف من كانت فراسته مستندة إلى الفراسة الحكمية كقولهم مثلا: من كان أبيض ذا شقرة وزرقة كثيرة، فهو دليل على القحة، والخيانة، وخفة العقل والفسوق فإن هذا ليس بقاعدة كلية وأطال في أمثلة الفراسة الحكمية بنحو ثلاث أوراق فراجعها إن شئت.

(و قال) : فيه لا يخلو الإنسان في معرفة اللّه تعالى من ثلاثة أحوال؛ بالنظر إلى الشرع إما أن يكون باطنيا محضا وهو القائل بتجريد التوحيد عندنا حالا وفعلا وهذا يؤدي إلى تعطيل أحكام الشرع كالباطنة في عدولهم عما أراده الشارع وكل ما يؤدي إلى هدم قاعدة دينية فهو مذموم مطلقا عند كل مؤمن وإما أن يكون ظاهريا محضا متغلغلا متوغلا بحيث أن يؤديه ذلك إلى التجسيم؛ والتشبيه على حد عقله هو فهذا أيضا مذموم شرعا، وإما أن يكون جاريا مع الشرع على فهم اللسان حيثما مشى الشارع مشى وحيثما وقف وقف قدما بقدم فهذه حالة متوسطة وبها صحت محبة الحق تعالى لنا في قوله: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اَللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اَللّٰهُ [آل عمران: 31] . فاعلم ذلك فإنه نفيس واللّه يتولى هداك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!