الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب التاسع والخمسون في معرفة الزمان الموجود والمقدر]

(قال) في الباب التاسع والخمسين: في حديث الدجال: «يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم» قد توهم بعضهم أن هذا الطول إنما هو من شدة الأهوال في ذلك الزمان وليس كذلك فإن تمام الحديث قد رفع الإشكال بقول عائشة رضي اللّه تعالى عنها فكيف نفعل في الصلاة في ذلك اليوم قال: اقدروا لها فلو لا أن الأمر في حركات الأفلاك باق على ما هو عليه لم يختل ما صح أن يقدر لذلك بالساعات التي يعلم بها الأوقات في أيام الغيم إذ لا ظهور في ذلك اليوم للشمس فإنه في أول خروج الدجال تكثر الغيوم وتتوالى بحيث إنه يستوي في رأى العين وجود الليل والنهار. قال: وهو من الأشكال الغريبة التي تحدث في آخر الزمان فيحول ذلك الغيم المتراكم بيننا وبين السماء، والحركات كما هي فتظهر الحركات التي عملها أهل علم الهيئة ومجاري النجوم فيقدرون بها الليل والنهار وساعات الصلاة بلا شك قال: ولو كان ذلك اليوم الذي هو كسنة يوما واحدا لم يلزمنا أن نقدر للصلاة بل كنا ننتظر زوال الشمس فما لم تزل الشمس لا نصلي الظهر المشروع لو أقامت بلا زوال مقدار عشرين سنة وأكثر لم يكلفنا اللّه غير ذلك قال: وقد اختلفت الناس في معقول لفظة الزمان ومدلولها فأكثر الحكماء على أنه مدة متوهمة تقطعها حركات الأفلاك والمتكلمون على أنه مقارنة حادث يسأل عنه بمتى والعرب يريدون به الليل والنهار قال: وهو مطلوبنا في هذا الباب واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!