الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السابع والخمسون في معرفة تحصيل علم الإلهام بنوع ما من أنواع الاستدلال ومعرفة النفس]

(و قال) في الباب السابع والخمسين: قوله تعالى: فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وتَقْوٰاهٰا ( 8 ) [الشمس: 8] إنما قدم الفجور على التقوى في الذكر لينبه تعالى على أن الفجور هو الغالب على الإنسان ويرجع العبد إلى ربه في كونه هو المقدر عليه ذلك فيتوب تعالى عليه قال: والإلهام بالفجور من باب: كُلاًّ نُمِدُّ هٰؤُلاٰءِ وهَؤُلاٰءِ مِنْ عَطٰاءِ رَبِّكَ ومٰا كٰانَ عَطٰاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً [الإسراء: 20] فالنفس محل قابل لما تلهمه من الفجور والتقوى فتميز الفجور لتجتنبه والتقوى فتسلك طريقها فليست النفس أمارة بالسوء من حيث ذاتها لأن مرتبتها المباح الشرعي لا تتعداه وأما قول اللّه إن النفس لأمارة بالسوء فليس هو حكم اللّه تعالى وإنما حكى تعالى ما قالته امرأة العزيز في مجلس العزيز وهل أصابت في هذه الإجابة أم لم تصب هذا حكم آخر مسكوت عنه فبطل التمسك بظاهر هذه الآية والدليل إذا دخله الاحتمال سقط الاحتجاج به واللّه أعلم. 


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!