الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السابع والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله واِصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ اَلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ واَلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ولاٰ تَعْدُ عَيْنٰاكَ عَنْهُمْ الآية)]

و قال في الباب السابع والعشرين وخمسمائة في قوله تعالى: واِصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ اَلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ واَلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الكهف: 28] الآية. اعلم أن كل خطاب خاطب اللّه تعالى به نبيه صلى اللّه عليه وسلم مؤدبا له قلنا: فيه اشتراك لا بد من ذلك فهو صلى اللّه عليه وسلم المقصود للّه تعالى بالأدب أصالة ونحن المقصودون بالتأسي به قال تعالى: لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اَللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب: 21] . وقد كان صلى اللّه عليه وسلم بعد نزول هذه الآية إذا لقي أحدا من أهل الصفة وقعد في مجلس يكونون فيه لا يزال يحبس نفسه معهم ما داموا جلوسا حتى يكونوا هم الذين ينصرفون وحينئذ ينصرف صلى اللّه عليه وسلم، ولما عرفوا ذلك من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كانوا يخففون الجلوس والحديث معه صلى اللّه عليه وسلم قال: «و إنما قيد تعالى اَلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ واَلْعَشِيِّ [الأنعام: 52] لأنه زمان تحصيل الرزق في المرزوقين وهو الصبوح والغبوق عند العرب، وأطال في ذلك.

(قلت) : إنما أمر صلى اللّه عليه وسلم بالصبر مع من ذكر لأن الكامل تصير عبادته روحانية لا جسمانية فرجوعه إلى الكثائف من أصعب الأمور عليه إلا أن يؤمر بذلك هكذا شأن المقربين وإلى ذلك الإشارة بقوله: «لي وقت لا يسعني فيه غير ربي» أي لا يسعني فيه الالتفات لغيره من ذكر وغيره واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!