الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الموفي تسعين وأربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللّٰهِ أَنْ تَقُولُوا مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ]

و قال في الباب التسعين وأربعمائة في قوله تعالى: يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ ( 2 ) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اَللّٰهِ أَنْ تَقُولُوا مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ ( 3 ) [الصف: 2 - 3] الآية، اعلم أن للمقت درجات بعضها أكبر من بعض. ومن قال قولا ولم يفعل هو به مقت نفسه عند اللّه أكبر المقت إذا اطلع على ما حرمه من الخير بترك الفعل ولا سيما إذا رأى غيره قد انتفع به عملا قال: والناس يأخذون في هذه الآية غير مأخذها فيقولون إن اللّه مقتهم وما يتحققون قوله تعالى عند اللّه أي تمقتون أنفسكم أكبر المقت عند اللّه إذا رجعتم إليه في الدني والآخرة وأطال في ذلك.

ثم قال: وملخص القول أن الحق تعالى كأنه يقول: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون إن الفعل لكم وما هو كذلك فإنه لي فكيف تضيفون إلى أنفسكم ما لا تفعلون، إن اللّه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا أي يقاتلون من ينازع الحق في إضافة الأفعال، ويقول: إن الفعل للخلق كالمعتزلة حتى يرجع عن نزاعه، ويضيف الأفعال كلها إلى اللّه قال: فالمراد بالعندية عنا هو شهود الحق فاعلا وحده ومقته نفسه هو الرجوع عن إضافة الفعل لنفسه إلا على وجه ما وبذلك يسعد ويلحق بالعلماء فليتأمل ويحرر.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!