الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[(الباب الثاني) في معرفة مراتب الحروف والحركات]

(قال) الشيخ رحمه اللّه في الباب الثاني من «الفتوحات» في قوله تعالى: ومٰا عَلَّمْنٰاهُ اَلشِّعْرَ ومٰا يَنْبَغِي لَهُ [يس: 69] إن الشعر محل الإجمال، واللغز، والرمز، والتورية أي ما رمزنا لمحمد صلى اللّه عليه وسلم ولا لغزنا ولا خاطبناه بشيء ونحن نريد شيئا آخر ولا أجملنا له الخطاب بحيث لم يفهمه وأطال في ذلك. وقال فيه أقل درجات أهل الأدب مع القوم التسليم لهم فيم يقولون وأعلاها القطع بصدقهم وما عدا هذين المقامين فحرمان وقال فيه الخلاف لا يصح عندنا ولا في طريقنا لأنّ الكل ينظرون كل شيء بعينه، ومن هنا قالوا الكامل يكنى بأبي العيون وقال في قوله تعالى: لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ [الأنعام: 103] أي الأبصار المحجوبة وهو اللطيف الخبير أي لطيف بعباده حيث تجلى لهم على قدر طاقتهم ومضعفهم عن حمل تجلية الأقدس على ما تعطيه الألوهية وقال في قوله تعالى: ولاٰ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ [طه:114] اعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أعطي القرآن مجملا قبل جبريل من غير تفصيل الآيات والسور فقيل له ولا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل جبريل فتلقيه على الأمة مجملا فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله: وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه: 114] أي بتفصيل ما أجمل من المعاني في التوحيد والأحكام لا زدني أحكاما كما توهمه بعضهم فقد كان صلى اللّه عليه وسلم يقول: «اتركوني ما تركتكم» فاعلم ذلك وقال أيضا في الباب الثاني منها اعلم يا أخي أنه لو كانت علوم الوهب نتيجة عن فكر ونظر لانحصرت في أقرب مدة ولكنها موارد تتولى من الحق على خاطر العبد والحق تعالى وهاب على الدوام فياض على الاستمرار والمحل قابل على الدوام فإما يقبل الجهل وإما يقبل العلم بحسب جلاء مرآة قلبه وصدتها وإذا صفا القلب حصل من العلم في اللحظة الواحدة ما لا يقدر على كتابته في أزمنة متطاولة الاتساع ذلك الفلك المعقول وضيق هذا الفلك المحسوس فكيف ينقضي ما لا يتصور له نهاية ولذلك قال اللّه لمحمد صلى اللّه عليه وسلم: وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه: 114] وأطال في ذلك،


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!