الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السادس والعشرون وثلاثمائة في معرفة منزل التحاور والمنازعة وهو من الحضرة المحمدية الموسوية]

و قال في الباب السادس والعشرين والثلاثمائة: اعلم أن أعلم الأرواح باللّه عزّ وجلّ أرواح الجماد لكونها لا حظ لها في التدبير ودونهم في العلم باللّه تعالى أرواح النبات ودونهم في العلم باللّه أرواح الحيوان ودونهم أرواح من تقيد بالعقل وذلك لأن الثلاثة الأول مفطورون على العلم باللّه تعالى بخلاف الرابع قال: وأما الملائكة فهم كالجماد مفطورون كذلك على العلم باللّه لكن لا عقول لهم، ولا شهوة، وأما الحيوان فمفطور على العلم باللّه وعلى الشهوة وأما الجن والإنس فمفطورون على الشهوة والمعارف لكن من حيث صورهم لا من حيث أرواحهم قال: وإنما جعل اللّه تعالى لهم العقل ليردوا به الشهوة إلى الميزان الشرعي ولم يوجد اللّه لهم العقل لأجل اقتناء العلوم لأن ذلك إنما هو للقوة المفكرة التي أعطاها لهم وأطال في ذلك.

(قلت) : وقد ذكر في كتابه «الفصوص» نظما يوافق ما هنا فقال: فما ثم على من جماد وبعده نبات على قدر يكون وأوزان
و ذو الروح بعد النبت والكل عارف بخلافه كشفا وإيضاح برهان وأما المسمى آدم فمقيد بعقل وفكر وقلادة إيمانبذا قال سهل والمحقق مثلنلأنا وإياهم بمنزل إحسان
و من عرف لأمر الذي قد ذكرتهيقول بقولي في خفاء وإعلان
و لا يلتقف قولا يخالف قولنا ولا يبذر السمراء في أرض عميان
هم الصم البكم الذين أتى بهملأسماعنا المعصوم في نص قرآن
و هذا النظم جواب لسائل سأل الشيخ كيف جعل الكبش فداء لإسماعيل عليه السلام، وهو نبي وأين مقام النبي من مقام الكبش ونظم السؤال هو قوله: فداء نبي ذبح ذبح لقربان وأين مقام الكبش من بوس إنسان
و عظمه اللّه الكريم عناية به وبنا لا أدر من أي ميزان
فيا ليت شعري كيف ناب منابه شخيص كبيش عن خليفة رحمن
إلى آخر مقال انتهى. فليتأمل ويحرر واللّه أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!