الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب السابع عشر وثلاثمائة» في معرفة منزل الابتلاء وبركاته]

و قال في الباب السابع عشر وثلاثمائة في قوله تعالى: وكٰانَ عَرْشُهُ عَلَى اَلْمٰاءِ [هود: 7] . اعلم أن على ههنا بمعنى في أي كان العرش في الماء كما أن الإنسان في الماء، أي: منه تكون فإن الماء أصل الموجودات كلها وهو عرش الحياة ومن الماء خلق اللّه كل شيء وكل ما سوى اللّه حي ولذلك سبح بحمده ولو لم يكن حيا ما سبح قال: وتأول ذلك بعض الناس وقال: إنما هو تسبيح حال والخلاف إنما ينبغي أن يكون في سبب حياته لا في حياته والعرش هنا عبارة عن الملك وكان حرف وجودي، أي: الملك كله موجود في الماء إذ الماء أصل ظهور عينه فهو للملك كالهيولى ظهر فيه صور العالم الذي هو ملك اللّه وأطال في ذلك. وقال: الفرق بين الموت والنوم، أن الموت إعراض الروح عن الجسم بالكلية فيزول بذلك جميع القوى كالليل بمغيب الشمس وأما النوم فليس بإعراض الكلية عن الجسم إنما هو حجب أبخرة تحول بين القوى وبين مدركاتها الحسية مع وجود الحياة في النائم كالشمس إذا حال السحاب دونها ودون موضع خاص من الأرض بكون الضوء موجودا كالحياة وإن لم يقع إدراك الشمس لذلك الذي حال بينه وبين السماء من السحاب المتراكم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!