الفتوحات المكية

الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[الباب الرابع والثمانون ومائتان في معرفة منزل المجاراة الشريفة وأسرارها من الحضرة المحمدية]

و قال في الباب الرابع والثمانين ومائتين: ينبغي للعارف إذا كان في مجلسه من لا يؤمن بكلام القوم ولا يفهمه أن لا يتكلم بشيء من الدقائق فإن سبق منه كلام دقيق على من ليس من أهل الطريق فالأدب منه أن يقول: إنما هذه عبارات أحوال ونطق حال لا نطق مقال كما تقول الأرض للوتد لم تشقني فيقول لها: الوتد على من يدقني وقال فيه: اعلم أن الفتح بعد المجاهدات والرياضات أمر لازم، ولا بد منه تطلبه الأعمال وتناله الأنفس ولكن متى يكون ظهور ذلك الفتح هل هو الدنيا أم الآخرة، ذلك إلى اللّه تعالى فإذا رأيت يا أخي عامل صدق وعرفت ذلك من نفسك ولم تر يفتح لك في باطنك مثل ما فتح لمن رأيته على قدمك في العمل فلا تتهم ربك فإنه مدخر لك واطرح من نفسك التهمة في ذلك وفر من أن تكون من أهل التهم وقال قد يطلع اللّه الولي على ما تكنه القلوب فيعلم من الجليس جميع حركاته وسكناته من حين نفخت فيه الروح إلى وقت مجالسته ومع ذلك فلا يعرف هو ما في جيب نفسه لأن العارف إنما هو مع اللّه بحسب ما يطلعه.

(قلت) : وقد شهد ذلك من الشيخ محيسن المجذوب بمصر رحمه اللّه، فكان يخبر الشيخ بما فعله في صباه في أرض خلاف بلاده رضي اللّه عنه، وأما شيخنا سيدي علي الخواص فسمعته يقول: لا يكمل الرجل عندنا حتى يعلم حركات مريده في انتقاله في الأصلاب وهو نطفة من يوم ألست بربكم إلى استقراره في الجنة، والنار. واللّه تعالى أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!