الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فهو عبد نفسه ما دامت تطلبه بحقها وعبد عينه ما دام يطلبه بحقه وعبد زوره ما دام يطلبه بحقه والنعم الإلهية تطلبه بشكر المنعم بها عليه والتكليف قائم والاضطرار لازم إن رام دفعه لا يندفع يؤثر فيه المدح والثناء فيقول الحمد لله المنعم المفضل ويملكه الذم والجفاء والأذى فيقول الحمد لله على كل حال فتغير حمده لتغير الأحوال فلو تغيرت الأحوال لتغير حمده لكان حرا عنها

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لأبي بكر الصديق ما أخرجك قال يا رسول الله الجوع قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وأنا أخرجني الجوع فجاء مع من كان معه من أصحابه إلى دار الهيثم بن أبي التيهان فذبح لهم وأطعمهم‏

فما أخرجهم إلا من حكم عليهم لما توجه له حق عليهم وهو الجوع والجوع أمر عدمي فموجود يؤثر فيه المعدوم كيف حاله مع الموجود ومثل هؤلاء المشهود لهم بالحرية ولهذا الذوق ما خرجوا إلا لطلب أداء ما عليهم من الحقوق لأنفسهم فقد استرقهم الجوع ولو لم يخرجوا وسكنوا لكانوا تحت قهر الصبر وما تطلبه هذه الحال فغاية نسبة الفضل إليهم أنهم خرجوا كما قلنا يلتمسون أداء حقوق نفوسهم بالسعي فيها إذ كانوا متمكنين من ذلك وأعلى

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

أما في الدنيا فواقع لا يقدر على إنكاره جحده ويجحده من نفسه وإن لم يركن إلى الأسباب ولا يعتمد عليها وغايته إن يعتمد على الله في استعمالها فهو عبد معلول لأنه توجه خاص وكذلك في الآخرة عبد شهوته لكونه تحت سلطانها تحكم فيه ولا معنى للعبودية إلا هذا دخوله تحت الأحكام ورق الأسباب ولما أبصر هذا العارف من نفسه علم إن الحرية حديث نفس وحال عرضي لا ثبات له مع الصحو

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم إن ترك الحرية نعت إلهي فكيف يصح له الخروج عنه وغايته إن يكون فيه بصورة حق يلتمس الدعاء ويطلب التوبة من عباده وسؤال المغفرة منهم ويذمهم إن لم يأتوا بما التمسه منهم حتى‏

قال لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ثم يتوبون فيغفر لهم‏

فقد نبهتك عن أسرار هذا المقام إن وقفت معها عرفت نفسك وعرفت ربك وما تعديت قدرك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وإن كان للحرية درجات في عباد الله فغير الأحرار أعظم عند الله درجة وأكمل وصفا والأصل معهم حفيظ يحفظ عليهم ترك الحرية والاسترقاق لما تعطيه الحكمة فإن قلت فكم للحرية من الدرجات فنقول لها في العارفين من أهل الأنس ستمائة درجة وتسع وأربعون درجة وفي العارفين من أهل الأدب أربع وخمسون درجة ومائتا درجة وفي الملامية من أهل الأنس ستمائة وثمان عشرة درجة وفي الملامية من أهل الأدب ثلاث وعشرون ومائتا درجة وهذه الدرجات بأعيانها لمن ترك الحرية وزيادة ما يعطيه الترك من الدرجات لقيامه بالحكمة وحفظ الأصل لإبقاء الحرية

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الذكر ستر على مذكوره أبدا *** وكل ذكر فأحوال وأسماء

وليس ثم سوى ما قلته فإذا *** نظرت فيه بدت للعين أشياء

تدري بها كل من قام الوجود به *** وذلك الحق لا عقل ولا ماء

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الذكر نعت إلهي وهو نفسي وملئي في الحق وفي الخلق ومع كونه نعتا إلهيا فهو جزاء ذكر الخلق قال تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ فجعل وجود ذكره عن ذكرنا إياه وكذلك حاله‏

فقال تعالى إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم‏

فانتج الذكر الذكر وحال الذكر حال الذكر وليس الذكر هنا بأن نذكر اسمه بل لتذكر اسمه من حيث ما هو مدح له وحمد إذ الفائدة ترتفع بذكر الاسم من حيث دلالته على العين لا في حقك ولا في حقه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإن قلت فقد رجح أهل الله ذكر لفظة الله الله وذكر لفظة هو على الأذكار التي تعطي النعت ووجدوا لها فوائد قلت صدقوا وبه أقول ولكن ما قصدوا بذكرهم الله الله نفس دلالته على العين وإنما قصدوا هذا الاسم أو الهو من حيث إنهم علموا إن المسمى بهذا الاسم أو هذا الضمير هو من لا تقيده الأكوان ومن له الوجود التام فإحضار هذا في نفس الذاكر عند ذكر الاسم بذلك وقعت الفائدة فإنه ذكر غير مقيد فإذا قيده بلا إله إلا الله لم ينتج له إلا ما تعطيه هذه الدلالة وإذا قيده بسبحان الله لم يتمكن له أن يحضر إلا مع حقيقة ما يعطيه التسبيح وكذلك الله أكبر والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!