الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


به فيقال هذا عرش وهذا عقل وهذا قلم ولوح وكرسي وفلك وملك ونار وهوى وماء وأرض ومعدن ونبات وحيوان وإنسان ما بين أجناس وأنواع ثم سرت هذه الحقيقة في الأشخاص فيقال زيد وعمرو وهذا الفرس وهذا الحجر وهذه الشجرة هذا كله أعطاه استعداد أعيان الممكنات فاستدللت بآثارها في الوجود على ما هي عليه من الحقائق في ذاتها كما استدللت بآثار الأسماء في الوجود على الأسماء الإلهية وما للمسمى عين يقع عليها الإدراك فإذا وقف الممكن مع عينه كان حرا لا عبودية فيه وإذا وقف مع استعداداته كان عبدا فقيرا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فليس لنا مقام في الحرية المطلقة إلا أن يكون مشهدنا ما ذكرناه فلا تحدث نفسك بغير هذا ومن لا يشهد هذا المقام فإنه لا يعلم أبدا مدلول قوله فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ أي هو غني عن الدلالة عليه إذ لو أوجد العالم للدلالة عليه لما صح له الغني عنه فاعلم المعرفة من نصب العالم دليلا وعلى من يدل وهو أظهر وأجلي من أن يستدل عليه بغير أو يتقد تعالى بسوى إذ لو كان الأمر كذلك لكان للدليل بعض سلطنة وفخر على المدلول ولو نصبه المدلول دليلا لم ينفك هذا الدليل عن مرتبة الزهو بكونه أفاد الدال به أمرا لم يتمكن للمدلول أن يوصل إليه إلا به فكان ببطل الغني والحرية وهما ثابتان لله تعالى فما نصب الأدلة عليه وإنما نصبها على المرتبة ليعلم أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فهذا لسان الخصوص في الحرية

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما لسان العموم فالحرية عند القوم من لا يسترقه كون إلا الله فهو حر عن ما سوى الله فالحرية عبودة محققة لله فلا يكون عبد الغير الله الذي خلقه ليعبده فوفى بما خلق له فقيل فيه نعم العبد إنه أواب أي رجاع إلى العبودة التي خلق لها لأنه خلق محتاجا إلى كل ما في الوجود فما في الوجود شي‏ء إلا ويناديه بلسان فقر هذا العبد أنا الذي يفتقر إلي فارجع إلي فإذا كان عالما بالأمور علم إن الحق عند من ناداه وأنه فقير إلى ذلك السبب لكونه مستعدا لهذا الفقر إليه فإذا بحقيقته افتقر ثم نظر إلى معطي ما هو محتاج إليه في هذا السبب فرآه الاسم الإلهي فما افتقر إلا إلى الله من اسمه ولا افتقر إلا بنفسه من أثر استعداده فعلم ما الفقر ومن افتقر ومن افتقر إليه فلهذا أمر صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن يقول رَبِّ زِدْنِي عِلْماً فقد نبهتك على ما فيه كفاية في الحرية وأسرارها مما لا تجده في غير هذا الكتاب من مصنفات غيرنا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

من ليس ينفك عن حاجاته أبدا *** كيف التحرر والحاجات تطلبه‏

فهو الفقير إلى الأشياء أجمعها *** فالفقر مذهبه والفقر مكسبه‏

لذا تسمى بأعيان الكيان لنا *** حتى تعين في المنطوق مذهبه‏

فليس في الكون حر حيث يطلبنا *** من كل وجه ومنه نحن نطلبه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم وفقك الله أن ترك الحرية عبودة محضة خالصة تسترق صاحبها الأسباب لتحققه بعلم الحكمة في وضعها فهو بذل تحت سلطانها فصاحبها كالأرض يطئوها البر والفاجر وتعطي منفعتها المؤمن والكافر تؤثر فيه تأثير الدعاء من الكون في الحق إجابة دعائه تحققا بمولاه حين رأى هذا المقام يصحبه مع الغني المنسوب إليه فكيف حال من يجوع مركبه ويعري ويظمأ ويضحى وهو مأمور بحفظه والنظر في شأنه وما يصلحه قد ولاة الله عليه وأنزله خليفة فيه وليس في قوته أن يقوم بحقه إلا أن تمكنه الأسباب من نفسها فبالضرورة يخضع في تحصيلها لأداء حق الله فيه المتوجه عليه فإن الله يقول له إن لنفسك عليك حقا ولعينك عليك حقا ولزورك عليك حقا ومن توجهت عليه الحقوق فإني له الحرية

فكل كون عليه حق *** فهو عبيد لذلك الحق‏

وليس حرا فكن عليما *** به خبيرا كمن تحقق‏

ولا تكن مثل من تأبى *** عن أمر مولاه إذ تخلق‏

الله رب وأنت عبد *** له فكنه فالكون أسبق‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!