الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الذي يعم جميع هذه الاعتقادات ويعلم مصادرها ومواردها ولا يغيب عنه منها شي‏ء فمثل هذا لا تتعين له الاستقامة لأنه لا يرى لهذه الحال ضدا تتميز به هذه الحالة لأنه فيها والكون إذا كان في الشي‏ء لا يدركه عينا ورؤية بصر وإن عرفه كما لا يدرك الهواء للقرب المفرط كذلك لا يدرك الحق للقرب المفرط فإنه أقرب إلينا من حَبْلِ الْوَرِيدِ ف لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فسبحان من خلق العالم للسعادة لا للشقاء فكان الشقاء فيه عرضا عرض له ثم يزول وذلك لأن الله تعالى ما خلق العالم لنفس العالم وإنما خلقه لنفسه فقال فيه وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ونحن من الأشياء ثم قال في حقنا وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فما من أحد منا يتعزز على الله ولا يتكبر عليه وإن تكبر بعضنا على بعض وما من صاحب نحلة ولا ملة ولا نظر إلا وتسأله عن طلبه فتجده مستوفر الهمة على طلب موجدة لأنه خلقه للمعرفة به واختلفت أحوالهم في إدراك مطلوبهم لاختلاف أمزجتهم ونزلت الشرائع تصوب نظر كل ناظر ويتجلى لأهل الكشوف والكل أهل كشف لكن بعضهم لا يدري أن مطلوبه قد أدركه وهو الذي خشع له وآخر قد علم أنه لا يرى سوى مطلوبه فالكل في عين الوجود والشهود ولكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ فرحم الله الجميع وهذا معنى قوله ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وسيرد إن شاء الله في منزل الإنعام والآلاء من هذا الكتاب ما أشرنا إليه في هذا الكلام فإنا جعلنا فيه أن الوجود مدرسة وأن الحق سبحانه هو رب هذه المدرسة وملقي الدروس فيها على المتعلمين وهم العالم والرسل هم المعيدون والورثة هم المذنبون وهم معيدو المعيدين والعلوم التي يلقيها للمتعلمين في هذه المدرسة وإن كثرت فهي ترجع إلى أربعة أصناف صنف يلقى عليهم دروس موازين الكلام في الألفاظ والمعاني ليميزوا بها الصحيح من السقيم وإن كان الكل صحيحا عند العلماء بالله وإنما يسمى سقيما بالنظر إلى ضده أو غرض ما معين والعلم الثاني هو العلم بتنقيح الأذهان وتدريب الأفكار وتهذيب العقول لأن رب المدرسة إنما يريد أن يعرفهم بنفسه وهو الغاية المطلوبة التي لأجلها وضع هذه المدرسة وجمع هؤلاء الفقهاء فاستدرجهم للعلم به شيئا بعد شي‏ء وبعضهم تجلى لهم ابتداء فعرفوه لصحة مزاجهم كالملائكة والأجسام المعدنية والنباتية والحيوانية وما احتجب إلا عن الثقلين ففيهما وضع هذه العلوم ليتدربوا بها للعلم به وهو لا يزال خلف حجاب المعيدين والعقول ستر مسدل وباب مقفل ودروس يلقيها أيضا ليعلمهم بذلك ما سبب وجود هذه الهياكل واختلافات أمزجتها وب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

من أخلص الدين فذاك الذي *** لنفسه الرحمن يستخلصه‏

فكل نقصان إذا لم يكن *** في كونه فإنه ينقصه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!