الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


لا تصحبن حدثا إن كنت ذا حدث *** ولا نساء وكن بالله مشتغلا

واحذر من الفتنة العمياء أن لها *** حكما قويا على القلب الذي غفلا

وشهوة النفس فاحذرها فكم فتكت *** بسيد قلبه عن ربه عفلا

ولا يرى أخذا رفقا من امرأة *** إلا الذي من رجال الله قد كملا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدك الله أن الفتنة الاختبار يقال فتنت الفضة بالنار إذا اختبرتها قال تعالى أَنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ أي اختبرناكم بهما هل تحجبكم عنا وعما حددنا لكم أن تقفوا عنده وقال موسى عليه السلام إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها من تَشاءُ أي تحير وتَهْدِي من تَشاءُ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومن أعظم الفتن التي فتن الله بها الإنسان تعريفه إياه بأن خلقه على صورته ليرى هل يقف مع عبوديته وإمكانه أو يزهو من أجل مكانة صورته إذ ليس له من الصورة إلا حكم الأسماء فيتحكم في العالم تحكم المستخلف القائم بصورة الحق على الكمال وكذلك من تأييد هذه الفتنة

قول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يحكيه عن ربه إن العبد إذا تقرب إلى الله بالنوافل أحبه فإذا أحبه كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به وذكر اليد والرجل‏

الحديث وإذا علم العبد أنه بهذه المثابة يسمع بالحق ويبصر بالحق ويبطش بالحق ويسعى بالحق لا بنفسه وبقي مع هذا النعت الإلهي عبدا محضا فقيرا ويكون شهوده من الحق وهو بهذه المثابة كون الحق ينزل إلى عباده بالفرح بتوبتهم والتبشيش لمن يأتي إلى بيته والتعجب من الشاب الذي قمع هواه واتصافه بالجوع نيابة عن جوع عبده وبالظمإ نيابة عن ظمأ عبده وبالمرض نيابة عن مرض عبده مع علمه بما تقتضيه عزة ربوبيته وكبريائه في ألوهيته فما أثر هذا النزول في جبروته الأعظم ولا في كبريائه الأنزه الأقدم كذلك العبد إذا أقامه الحق نائبا فيما ينبغي للرب تعالى يقول العبد ومن كمال الصورة التي قال إنه خلقني

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما الشهوة فهي آلة للنفس تعلو بعلو المشتهي وتستفل باستفال المشتهي والشهوة إرادة الالتذاذ بما ينبغي أن يلتذ به واللذة لذتان روحانية وطبيعية والنفس الجزئية متولدة من الطبيعة وهي أمها والروح الإلهي أبوها فالشهوة الروحانية لا تخلص من الطبيعة أصلا وبقي من يلتذ به فلا يلتذ إلا بالمناسب ولا مناسبة بيننا وبين الحق إلا بالصورة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

والتذاذ الإنسان بكماله أشد الالتذاذ فالتذاذه بمن هو على صورته أشد التذاذ برهان ذلك أن الإنسان لا يسرى في كله الالتذاذ ولا يفنى في مشاهدة شي‏ء بكليته ولا تسري المحبة والعشق في طبيعة روحانيته إلا إذا عشق جارية أو غلاما وسبب ذلك أنه يقابله بكليته لأنه على صورته وكل شي‏ء في العالم جزء منه فلا يقابله إلا بذلك الجزء المناسب فلذلك لا يفنى في شي‏ء يعشقه إلا في مثله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإذا وقع التجلي الإلهي في عين الصورة التي خلق آدم عليها طابق المعنى المعنى ووقع الالتذاذ بالكل وسرت الشهوة في جميع أجزاء الإنسان ظاهرا وباطنا فهي الشهوة التي هي مطلب العارفين الوارثين أ لا ترى إلى قيس المجنون في حب ليلى كيف أفناه عن نفسه لما ذكرناه وكذلك رأينا أصحاب الوله والمحبين أعظم لذة وأقوى محبة في جناب الله من حب الجنس فإن الصورة الإلهية أتم في العبد من مماثلة الجنس لأنه لا يتمكن للجنس أن يكون سمعك وبصرك بل يكون غايته إن يكون مسموعك ومدركك اسم مفعول وإذا كان العبد مدرك بحق هو أتم فلذته أعظم وشهوته‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!