الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


عطاء الهدية

وهو عطاء عن بيان ولهذا اشتركت في حروف الهدى لأنه بالهدى أهدى فهدية الحق للعبد نفسه وهدية العبد للحق رد تلك النفس إليه بخلعة تكسبه محبة ربه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما طلب العوض وتركه‏

فمن الحق‏

قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حبوا الله لما يغذوكم به من نعمه‏

وأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ومن العبد هو ما يطلبه من الجزاء على عمله الذي وعده الله به إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما ترك طلب العوض‏

فمن الحق أنه العامل ولا يتصور من المالك إذا كان هو العامل أن يطلب ما هو عنده فإن الحاصل لا يبتغى ومن العبد فإنه لا يرى نفسه عاملا فما فعل شيئا يطلب بذلك الفعل عوضا من الله حيث أعطاه من نفسه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فهذه فصول محققة نبهناك بها على ما هو الأمر عليه وتفصيلاتها تبدو لك مع الآنات في نفس سلوكك وهذا كله مقام إلهي في المحسنين خاصة وصاحبه مجهول لا يعرف ونكرة لا تتعرف ثم إن هذا العطاء لا بد أن يكون مطلقا أو مقيدا فمن أعطى بيد حق أطلقه فيعم عطاؤه جميع عباد الله لا يخصص عينا من عين مما يصلح لذلك المعطي مثل ذلك إن كانت الأعطية من النقود فلا يعطيها إلا من له التصرف فيها وهو الإنسان ولا يشترط فيه صغيرا ولا كبيرا ولا ذكرا ولا أنثى ولا غنيا ولا فقيرا ولا مؤمنا ولا كافرا ولا عاقلا ولا مجنونا بل هو في ذلك العطاء كمطلق الرزق على كل حيوان وكذلك إن كان مما يلبس مثل النقود سواء يعطيه لأهله وأما إن كان مأكولا فيعطيه لكل متغذ يأكل ذلك الصنف من الغذاء من حيوان أو إنسان وليس له اختيار ولا تمييز بل هو مع أول من يلقاه فإن رده عليه حينئذ أعطاه الثاني وهكذا حتى يجد من يأخذه منه وهذا لا يكون إلا للربانيين من الاسم الرب والرحمانيين من الاسم الرحمن وليس للالهيين مدخل في العطاء المطلق وأثر هذا العطاء ظاهر في كل موجود لا أحاشي أعني من الأصناف لا في آحاد أشخاص الموجودات وهذا عطاء المحسن لا المؤمن ولا المسلم وأما

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الله قال على لسان عبيده *** فالصمت في الأكوان نعت لازم‏

ما ثم إلا من يكلم نفسه *** فهو السميع كلامه والعالم‏

وهو الوجود فليس إلا عينه *** هذا هو الحق الصريح الحاكم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم وفقك الله أن الصمت أحد الأربعة الأركان التي بها يكون الرجال والنساء أبدا لا قيل لبعضهم كم الأبدال قال أربعون نفسا قيل له لم لم تقل رجلا قال قد يكون فيهم النساء كما

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الكمال فذكر أنه يكون أيضا في النساء وعين منهن مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وله حال ومقام فأما مقامه فهو إنه لا يرى متكلما إلا من خلق الكلام في عباده وهو الله تعالى خالِقُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ فالعبد صامت بذاته متكلم بالعرض وأما حاله فهو أن يرى أن الله وإن خلق الكلام فيه فالعبد هو المتكلم فيه كما هو المتحرك بخلق الحركة فيه ولا يصح أن يصمت مطلقا أصلا فإنه مأمور بذكر الله تعالى في أحوال مخصوصة أمر وجوب فهو مقام مقيد بصفة تنزيه لأنه وصف سلبي وحكمه في ظاهر الإنسان وأما باطنه فلا يصح فيه صمت فإنه كله ناطق بتسبيح الله فالصمت محال وإنما الكلام على الصمت المعلوم بالعرف ومن تخلل صمته كلام في غير فرض ولا ذكر لله فما صمت‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فالصامت هنا هو الذي يقيم نشأة مصمتة الأجزاء لا يتخللها حين فارغ مقدر حينئذ يكون صامتا وإذا أراد الإنسان أن يختبر نفسه هل هو ممن صمت كما ينبغي فلينظر هل له فعل بالهمة المجردة فيما من شأنه أن لا يفعل إلا بالكلام أم لا فإن أثر وحصل المقصود فهو صامت حقيقة مثل أن يريد أن يقول لخادمه اسقني ماء وأتني بطعام أو سر إلى فلان فقل له كذا وكذا ولا يشير إلى الخادم بشي‏ء من هذا كله فيجد الخادم في نفسه ذلك كله بأن يخلق الله في سمع الخادم عن ذلك يقول فلان قال لي افعل كذا وكذا يسمع ذلك حسا بإذنه ولكن‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!