الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


صاحب الذوق لا بد أن يرى لتركه طلب الدنيا والرغبة فيها أثرا إلهيا في قلبه فلو لم يكن للأمر وجود عند الله واعتبار ما صح أن يكون له أثر في التجلي الإلهي لصاحب هذا الحال وهو الصحيح‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فلنقل إن للزهد الذي ذكرناه مقاما وحالا فمقامه الإلهي مطلق وهو زهده في كل اسم إلهي يحول بينه وبين عبوديته والرباني مقيد بصفة التنزيه عن حكم هذا الاسم عليه والرحماني هو صرفه على ما يستحقه أعني هذا المزهود فيه فأما في الملك من كونه مسلما فالزهد في الأكوان وهو الحجاب الأبعد الأقصى وأما في الجبروت من كونه مؤمنا فالزهد في نفسه وهو الحجاب الأدنى الأقرب وأما في الملكوت من كونه محسنا فالزهد في كل ما سوى الله وهنا يرتفع الحجاب عند الطائفة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال أبو يزيد الأكبر ليس الزهد عندي بمقام إني كنت زاهدا ثلاثة أيام أول يوم زهدت في الدنيا واليوم الثاني زهدت في الآخرة واليوم الثالث زهدت في كل ما سوى الله فناداني الحق ما ذا تريد فقلت أريد أن لا أريد لأني أنا المراد وأنت المريد وقد انتقد عليه هذا القول بعض أهل الطريق وجهل مقام أبي يزيد في ذلك وقد تكلمنا على قصده بهذا القول وبينا فساد هذا القول أعني قول المعترض عليه في غير هذا الموضع‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وهو من المقامات المستصحبة للعبد ما لم ينكشف له فإذا كشف الغطاء عن عين قلبه لم يزهد ولا ينبغي له أن يزهد فإن العبد لا يزهد فيما خلق له ولا يكون زاهدا إلا من يزهد فيما خلق من أجله وهذا لا يصح كونه فالزهد من القائل به جهل في عين الحقيقة لأنه ما ليس لي لا اتصف بالزهد فيه وما هو لي لا يمكنني الانفكاك عنه فأين الزهد فلنقل صاحب هذا الحكم هذا هو الزهد الذي يستحق هذا الاسم ولنا في هذا المقام الزهدي نظم‏

العيب منك وأنت لا تدري *** فالزهد مثل صلاتي الوتر

وسراج نفسك نوره متعلق *** بجميع ما في الكون من أمر

فأطف السراج يزول كل تعلق *** فالزهد فيك كليلة القدر

شهي من غروب الشمس حتى تنتهي *** بالحكم فيك كمطلع الفجر

يقول لو رأيت الحق لم تزهد فإن الله ما زهد في الخلق وما ثم تخلق إلا بالله فبمن تتخلق في الزهد انظر إلى هذا المعنى فإنه دقيق جدا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الزهد ترك وترك الترك معلوم *** بأنه مسك ما في الكف مقبوض‏

الأرض قبضته وهو الغني فأين *** الترك فهو محال فيك مفروض‏

لا ينعم الحق بالنعما فأنت لها *** وقد زهدت فهذا اللفظ تعريض‏

فالزهد ليس له في العلم مرتبة *** وتركه عند أهل الجمع مفروض‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن ترك الترك إمساك والزهد ترك وترك الزهد ترك الترك فهو عين رجوعك إلى ما زهدت فيه لأن العلم الحق ردك إليه والحال يطلبه فما له حقيقة في باطن الأمر لكن له حكم ما في الظاهر فيصح هذا القدر منه وبقي هل يقع الإمساك الذي هو ترك الزهد عن رغبة في الممسوك أو لا عن رغبة فاختلفت أحوال الناس فيه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فمن أمسك لا عن رغبة فهو زاهد أمين على إمساك حقوق الغير حتى يؤديها إلى أربابها في الأوقات المقدرة المقررة وقد يكون عن كشف وعلم صحيح بأعيان أصحابها وقد لا يكون غير أنه لا يتناول منها شيئا في حق نفسه إذ كان بهذه المثابة ومن أمسك عن رغبة في الممسوك وهم رجلان الواحد راجع عن مقام الزهد بلا شك لمرض قام به في نفسه فهذا ليس بشي‏ء والرجل الآخر وهم الأنبياء والكمل من الأولياء فأمسكوا باطلاع عرفاني أنتج لهم أمرا عشقه بما في الإمساك من المعرفة والتحلي بالكمال لا عن بخل وضعف يقين‏

أرسل الله على أيوب رجل جراد من ذهب فسقط عليه فأخذ يجمعه في ثوبه فأوحى الله إليه أ لم أكن أغنيتك عن هذا فقال لا غنى لي عن خيرك‏

فانظر ما أعطته معرفته‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وما زهد من زهد إلا لطلب الأكثر فزهد في الأقل قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ فأين الزهد فما تركوا الدنيا إلا حذرا أن يزرأهم في الآخرة فهذا عين الطمع والرغبة فيما يتخيل فيه أنه زهد وهذا هو مقام ترك الزهد وأما حاله فالزهد في الدنيا ولهذا لا يثبت‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!