الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فمن شرط الخلوة في هذا الطريق الذكر النفسي لا الذكر اللفظي فأول خلوته الذكر الخيالي وهو تصور لفظة الذكر من كونه مركبا من حروف رقمية ولفظية يمسكها الخيال سمعا أو رؤية فيذكر بها من غير أن يرتقي إلى الذكر المعنوي الذي لا صورة له وهو ذكر القلب ومن الذكر القلبي ينقدح له المطلوب والزيادة من العلوم وبذلك العلم الذي انقدح له يعرف ما المراد بصور المثل إذا أقيمت له وأنشأها الحس في خياله في نوم ويقظة وغيبة وفناء فيعلم ما رأى وهو علم التعبير للرؤيا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومنهم من يأخذ الخلوة لصفاء الفكر ليكون صحيح النظر فيما يطلبه من العلم وهذا لا يكون إلا للذين يأخذون العلم من أفكارهم فهم يتخذون الخلوات لتصحيح ما يطلبونه إذا ظهر لهم بالموازين المنطقية وهو ميزان لطيف أدنى هواء يحركه فيخرجه عن الاستقامة فيتخذون الخلوات ويسدون مجاري الأهواء لئلا تؤثر في الميزان حركة تفسد عليهم صحة المطلوب ومثل هذه الخلوة لا يدخلها أهل الله وإنما لهم الخلوة بالذكر ليس للفكر عليهم سلطان ولا له فيهم أثر وأي صاحب خلوة استنكحه الفكر في خلوته فليخرج ويعلم أنه لا يراد لها وأنه ليس من أهل العلم الإلهي الصحيح إذ لو أراده الله لعلم الفيض الإلهي لحال بينه وبين الفكر ومنهم من يأخذ الخلوة لما غلب عليه من وحشة الأنس بالخلق فيجد انقباضا في نفسه برؤية الخلق حتى أهل بيته حتى أنه ليجد وحشة الحركة فيطلب السكون فيؤديه ذلك إلى اتخاذ الخلوة ومنهم من يتخذ الخلوة لاستحلاء ما يجد فيها من الالتذاذ وهذه كلها أمور معلولة لا تعطي مقاما ولا رتبة وصاحب الخلوة لا ينتظر واردا ولا صورة ولا شهودا وإنما يطلب علما بربه فوقتا يعطيه ذلك في غير مادة ووقتا يعطيه ذلك في مادة ويعطيه العلم بمدلول تلك المادة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الخلوة لها الدعوى وصاحبها مسئول لها الحجاب الأقرب هي نسبة ما هي مقام أعني الخلوة المعهودة عند القوم لا الخلوة التي هي مقام التي ذكرناها في أول الباب وهذه وإن لم تكن مقاما فإنها تحصل لصاحبها بالذكر مقامات لها إحاطة بالملك والملكوت والجبروت عند العارفين والملامية من الأدباء أرباب المواقف وأما أهل الوصال والأنس من العارفين والملامية فلا يرون لها في الملكوت دخولا وأنها مخصوصة بعالم الجبروت والملك لا غير إلا أنها لها قرب من الملكوت ما بينها وبينه إلا درجتان فالأدباء الواقفون من الملامية يرون لها ستمائة درجة وإحدى وأربعون درجة والعارفون من أهل الأنس يرون لها ألف درجة وسبعا وستين درجة والأدباء من العارفين الواقفين يرون لها ستمائة درجة وسبعا وستين درجة والملامية من أهل الأنس والوصال يرون لها ألف درجة وستة وثلاثين درجة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إذا لم ير الإنسان غير إلهه *** لدى كل عين فالخلاء محال‏

فإن كنت هذا كنت صاحب خلوة *** ولله فيه فيصل ومقال‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدنا الله وإياكم أن الكشف يمنع من الخلوة وإن كان فيها فإن الحجاب لها فإذا كوشف علم أنه لم يكن في خلوة فاتخاذ الخلوة المعهودة دليل على جهل متخذها فإنه عند الكشف يعرف جهله فكل من جهل إنه جهل فهو صاحب جهلين ومن عرف أنه جهل فهو ذو جهل واحد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

والذين علموا إن الظاهر من كونه ظاهرا في أعيان العالم وما ثم سواه فهو في خلوة في نفسه إذا لم ينظر إلى من ظهر فيه فأورثه الملأ والجلوة فلا تصح له الخلوة من هذا الوجه فمن الناس من يرجح صاحب الخلوة ومن الناس من يرجح نقيضه وهو صاحب الجلوة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فالاسم الأول والباطن يطلبان الخلوة والاسم الآخر والظاهر يطلبان تركها وهي الجلوة وأنت لأي اسم غلب عليك ولا مفاضلة في الأسماء من وجه ومال الخلق إلى المقلوب من المال وهو الملأ فالخلوة دنيوية والجلوة أخروية والآخرة خير

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إذا اعتزلت فلا تركن إلى أحد *** ولا تعرج على أهل ولا ولد

ولا توالي إذا واليت منزلة *** وغب عن الشرك والتوحيد بالأحد

وأنزع إلى طلب العليا منفردا *** بغير فكر ولا نفس ولا جسد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!