الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وقال يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ وهُمْ لَها سابِقُونَ فجعل المسارعة في الخير وإليه ولا يسابق إليها إلا بالذنوب وطلب المغفرة فإنها لا ترد إلا على ذنب وإن كانت في وقت تستر العبد عن إن تصيبه الذنوب وهو المعصوم والمحفوظ فلها الحكمان في العبد محو الذنب بالستر عن العقوبة أو العصمة والحفظ ولا ترد على تائب فإن التائب لا ذنب له إذ التوبة إزالته فما ترد المغفرة إلا على المذنبين في حال كونهم مذنبين غير تائبين فهناك يظهر حكمها وهذا ذوق لم يطرق قلبك مثله قبل هذا وهو من أسرار الله في عباده الخفية في حكم أسمائه الحسنى لا يعقل ذلك إلا أهل الله شهودا فمثل هذا يسمى التضمين فإنه أمر بالمسابقة إلى المغفرة وما أمر بالمسابقة إلى الذنب ولما كان العفو والغفران يطلب الذنب وهو مأمور بالمسابقة إلى المغفرة فهو مأمور بما له يكون ليظهر حكمها فما لا يتوصل إلى الواجب إلا به فهو واجب ولكن من حيث ما هو فعل لا من حيث ما هو حكم وإنما أخفى ذكره هنا وذكر المغفرة لقوله إِنَّ الله لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ والأمر من أقسام الكلام فما أمر بالذنوب وإنما أمر بالمسابقة والإسراع إلى الخير وفيه وإلى المغفرة فافهم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما تشبيه بنفي الكير خبث الحديد والفضة والذهب وهو ما تعلق بهذه الأجسام في المعادن من أصل الطبيعة استعانوا بالنار على إزالة ذلك واستعانوا على النار بإشعال الهواء واستعانوا على تحريك الهواء بالكير فما انتفى الخبث إلا عن مقدمتين وهما النار والهواء فلو لا وجود هاتين القوتين العلمية والعملية ما وقع نفي هذا الخبث‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وقد تقدم الكلام في الحج المبرور وإن كان له هنا معنى آخر ليس هو ذلك المعنى المتقدم ولكن يقع الاكتفاء بذلك الأول مخافة التطويل فإن أسرار الله في الأشياء لا تنحصر بل ينقدح في كل حال لأصحاب القلوب ما لا يعلمه إلا الله والعامة لا نعلم ذلك ولهذا تقول الخواص من عباد الله ما ثم تكرار للاتساع الإلهي وإنما الأمثال تحجب بصورها القلوب عن هذا الإدراك فتتخيل العامة التكرار والله واسِعٌ عَلِيمٌ فمن تحقق بوجود هذا الاسم الواسع لم يقل بالتكرار بَلْ هُمْ في لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِيدٍ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

خرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه‏

وفي لفظ البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج لله فلم يرفث ولم يفسق‏

الحديث‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم أنه يوم خروج المولود من بطن أمه خرج من الضيق إلى السعة بلا شك ومن الظلمة إلى النور والسعة هي رحمة الله التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ والضيق نقيض رحمة الله مع أن الرحمة وسعته حيث أوجدت عينه وجعلت له حكما في نفوس العالم حسا ومعنى يقول تعالى وإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً والمولود على النقيض من الحق في هذه المسألة فإن الحق لما كان له نعت لا شي‏ء موجود إلا هو كان ولا منازع ولا مدع مشاركة في أمر ولا موجب لغضب ولا استعطاف غني عن العالمين فكان بنفسه لنفسه في ابتهاج الأزل والتذاذ الكمال بالغنى الذاتي فكان الله ولا شي‏ء معه وهو على ما عليه كان‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فلما أوجد العالم كانت هذه الحالة لهذا المولود ولكن على النقيض زاحمه العالم في الوجود العيني وما قنع حتى زاحمه في الوحدة وما قنع حتى نسب إليه ما لا يليق به فوصف نفسه لهذا كله بالغضب على من نازعه في كل شي‏ء ذكرناه فكان مثل من خرج من السعة إلى الضيق ومن الفرح إلى الغم فانتقم وعذب بصفة الغضب وعفا وتجاوز بصفة الكرم وحفظ وعصم بصفة الرحمة فظهر الاستناد من الموجودات إلى الكثرة في العين الواحدة فاستند هذا إلى غير ما استند هذا فزال ابتهاج التوحيد والأحدية بالأسماء الحسنى وبما نسب إليه من الوجوه المتعددة الأحكام فلم يبق للاسم الواحد ابتهاج فرجع الأمر إلى أحدية الألوهية وهي أحدية الكثرة لما تطلبه من الأسماء لبقاء مسمى الأحدية فقال وإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ ولم يتعرض إلى ذكر النسب والأسماء والوجوه فإن طلب الوحدة ينافي طلب الكثرة فلا بد أن يكون هذا الأمر هكذا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فصير قاصد بيته لحج أو عمرة من أجل الله في حال من ولدته أمه أي أنه خرج من الضيق إلى السعة فشبهه بمثله وهو المولود ولم يشبهه بوصفه تعالى الذي ذكرناه آنفا ولكن اشترط فيه أنه لا يرفث فإنه إن نكح أولد فلا يشبه المولود فإنه إذا ولد خرج من السعة إلى الضيق فإنه حصل له في ماله مشاركة بالولد وصار بحكم الولد أكثر منه بحكم نفسه فضاق الأمر عليه ولا سيما إذا تحرك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!