الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الوجه وهو زاهد من وجه ولهذا رجحنا قول من يقول إن الزكاة واجبة في المال لا على المكلف وإنما هو مكلف في إخراجها من المال إذ المال لا يخرج بنفسه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فجمع العارف بين الأجرين بخلاف الزاهد والعارفون هم الكمل من الرجال فلهم الزهد والادخار والتوكل والاكتساب ولهم المحبة في جميع العالم كله وإن تفاضلت وجوه المحبة فيحبون جميع ما يقع في العالم بحب الله في إيجاد ذلك الواقع لا من جهة عين الواقع فاعلم ذلك فإن فيه دقيق مكر إلهي لا يشعر به إلا الأدباء العارفون فإن العارف يعلم أن فيه جزاء يطلب مناسبة من العالم فيوفي كل ذي حق حقه كما أَعْطى‏ الله كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لنفسك عليك حقا ولعينك عليك حقا

وهكذا كل جزء فيك ولهذا يشهد عليك يوم القيامة إذا استشهده الحق عليك وانظر في حكمة السامري حيث علم ما قال عيسى عليه السلام من أن حب المال ملصق بالقلوب صاغ لهم العجل بمرأى منهم من حلبهم لعلمه أن قلوبهم تابعة لأموالهم فسارعوا إلى عبادته حين دعاهم إلى ذلك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فالعارف من حيث سره الرباني مستخلف فيما بيده من المال فهو كالوصي على مال المحجور عليه يخرج عنه الزكاة وليس له فيه شي‏ء فلذلك قلنا إنه حق في المال فإن الصغير لا يجب عليه شي‏ء وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتجارة في مال اليتيم حتى لا تأكله الصدقة

والعامي وإن كان مثل العارف في كونه جامعا فإن العامي لا يعلم ذلك فأضيف المال إليه فقيل له أموالكم فيخرج منها الزكاة فالعارف يخرجها إخراج الوصي والعامي يخرجها بحكم الملك وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ وكلا الفريقين صادق في حاله وصاحب دليل إلهي فيما نسب إليه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فلو لا المحبة ما فرضت الزكاة ليثابوا ثواب من رزئ في محبوبه ولو لا المناسبة بين المحب والمحبوب لما كانت محبة ولا تصور وجودها ومن هنا تعلم حب العارف للمال من أي نسبة هو وحبه لله من أي نسبة هو ولا يقدح حبه في المال والدنيا في حبه لله وللآخرة فإن ما يحبه منه لأمر ما إلا ما يناسب ذلك الأمر في الإلهيات وفي العالم حبوا الله لما يغذوكم به من نعمه فصحت المناسبة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ومن نعمه المعرفة به والعارف يطلبها منه فهي نسبة فقير إلى غني يطلب منه ما بيده له ليحصله فما طلب منه إلا أمرا حادثا إذ معرفة المحدث بالقديم معرفة حادثة فالمناسبة بينه وبين المعرفة الحدوث وهي بيد المعروف فيتعلق الحب بالمعروف لهذه المناسبة والمعرفة به لا تنقضي ولا تتناهى فالحب لا ينقضي وحصول مثل هذه المعرفة عن التجلي فالتجلي لا ينقضي فالمعرفة مال العارف وزكاة هذا المال التعليم وهي درجة إلهية قال تعالى واتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله فهو المعلم فلهذا قلنا إن التعليم درجة إلهية

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وجعل أصناف الزكاة ثمانية لما فيها من صلاح العالم فهي فيما تقوم به الأبدان من الغذاء وقضاء الحاجات مطلقا وفي هذين الأمرين صلاح العالم فهم حملة العرش الثمانية والعرش الذي هو الملك محمول لهم فمن تلك الحقيقة كانت في ثمانية أصناف مجمع عليها وما عداها مما اختلف فيه فهو راجع إليها ولما كان العرش الملك وكان حملة هذا العرش الذي هو عبارة عنا كان هؤلاء الأصناف الثمانية حملته وكان هذا القدر من المال المعبر عنه بالزكاة كالأجرة لحملهم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إنما سمي المال مالا لأنه يميل بالنفوس إليه وإنما مالت النفوس إليه لما جعل الله عنده من قضاء الحاجات به وجبل الإنسان على الحاجة لأنه فقير بالذات فمال إليه بالطبع الذي لا ينفك عنه ولو كان الزهد في المال حقيقة لم يكن مالا ولكان الزهد في الآخرة أتم مقاما من الزهد في الدنيا وليس الأمر كذلك وقد وعد الله بتضعيف الجزاء الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف فلو كان القليل حجابا لكان الكثير منه أعظم حجابا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

أ لا ترى إلى موطن التجلي والكشف وهو الدار الآخرة وهي محل الرؤية والمشاهدة مع تناول الشهوات النفسية مطلقا من غير تحجير وكلمة كن من كل إنسان فيها حاكمة فلو كان مثل هذا حجابا لكان حجاب الآخرة أكثف وأعظم بما لا يتقارب فسبحان من جعل له في كل شي‏ء بابا إذا فتح ذلك الباب وجد الله عنده وعين في كل شي‏ء وجها إلهيا إذا تجلى عرف ذلك الوجه من ذلك الشي‏ء قال الصديق ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله فإنه لا يراه إلا بعينه إذ كان الحق بصره في هذا للوطن فيرى نفسه قبل رؤية ذلك الشي‏ء والإنسان هو المحل لذلك البصر فلهذا قال ما رأيت شيئا لا رأيت الله قبله وسماها الله زكاة لما فيها من الربو والزيادة ولهذا تعطي قليلا وتجدها كثيرا فلو أعطيته لرفع الحجاب لكونه حجابا لكان الثواب حجبا كثيرة أعظم من هذا الحجاب فلم يكن بحمد الله ما أعطيته حجابا ولا ما وصلت إليه من ذلك حجابا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!