الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ثم إن الروح الذي هو العقل يظهر عنه مما زرع الله فيه من العلوم والحكم والأسرار ما لا يعلمه إلا الله وهذه العلوم كلها منها ما يتعلق بالكون ومنها ما يتعلق بالله وهو بمنزلة الزكاة من الحنطة لأنها أرفع الحبوب وإن النفس يظهر عنها مما زرع الله فيها من الخواطر والشهوات ما لا يعلمه إلا الله تعالى فهذا نباتها وهو بمنزلة التمر وزكاة الله منها الخاطر الأول ومن الشهوات الشهوة التي تكون لأجل الله وإنما قرناها بالتمر لأن النخلة هي عمتنا فهي من العقل بمنزلة النخلة من آدم فإنها خلقت من بقية طينته وأما الجوارح فزرع الله فيها الأعمال كلها فأنبتت الأعمال وحظ الزكاة منها الأعمال المشروعة التي يرى الله فيها

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فهذه ثمانية أصناف تجب فيها الزكاة فأما العلم الذي هو بمنزلة الذهب فيجب فيها ما يجب في الذهب وأما العمل الذي هو بمنزلة الفضة فيجب فيه ما يجب في الورق وأما الروح فيجب فيه ما يجب في الغنم وأما النفس فيجب فيها ما يجب في البقر وأما الجوارح فيجب فيها ما يجب في الإبل وأما ما ينتجه العقل من المعارف وينبته من الأسرار فيجب فيها ما يجب في الحنطة وأما ما تنتجه النفس من الشهوات والخواطر وتنبته من الواردات فيجب فيه ما يجب في التمر وأما ما تنتجه الجوارح من الأعمال وتنبته من صور الطاعات وغيرها فيجب فيه ما يجب في الشعير

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الأوقات في طريق الله للعلماء العاملين بمنزلة الأقوات لمصالح الأجسام الطبيعية وكما أن بعض الأقوات هو زكاة ذلك الصنف كذلك الوقت الإلهي هو زكاة الأوقات الكيانية فإن في الوقت أغذية الأرواح كما إن في الأقوات أغذية الأشباح الحيوانية والنباتية وغذاء الجوارح الأعمال‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

والعلم والعمل معدنان بوجودهما تنال المقاصد الإلهية في الدنيا والآخرة كما إن بالذهب والفضة تنال جميع المقاصد من الأعراض والأغراض فلنبين ما يتعلق بهذا النوع وهذه الأنواع من حق الله الذي هو الزكاة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وهم الفقراء يوازنهم من الأعضاء الفرج ويوازن المساكين البطن ويوازن العاملين القلب ويوازن المؤلفة قلوبهم بالسمع ويوازن الرقاب بالبصر ويوازن الغارمين باليد ويوازن المجاهدين باللسان ويوازن ابن السبيل بالرجل فإن اعتبرت هذه الموازنة بين هؤلاء الأصناف وبين هذه الأعضاء على ما ذكرناه تجد حكمة ما أشرنا إليه فالفقر في الفرج واضح وكذلك المسكنة في البطن ظاهر والعامل بالقلب صريح والمؤلفة قلوبهم بالسمع بين والرقاب بالبصر واقع والغارم باليد إفصاح والمجاهد باللسان صحيح وابن السبيل بالرجل أوضح من الكل‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

خرج مسلم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس في حب ولا تمر صدقة حتى يبلغ خمسة أوسق ولا فيما دون خمس ذود صدقة ولا فيما دون خمس أواق صدقة

يريد من الورق‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فجعل الوسق في الحبوب وهي النبات وهو مكيال معروف وهو ستون صاعا فالخمسة الأوسق ثلاثمائة صاع وهو ما ينبته التخلق بالأسماء أعني الأخلاق الإلهية من الأخلاق في الإنسان لأنا

قد روينا أن لله ثلاثمائة خلق من تخلق بواحد منها دخل الجنة

وكلها أخلاق يصرفها الإنسان مع المخلوقات ومع من ينبغي أن تصرف معه على حد أمر الله والزكاة منها هو الخلق الذي يصرفه مع الله فإنه أولى من يتخلق معه فإنه من المحال أن يبلغ الإنسان بأخلاقه مرضاة العالم وإيثار جناب الله أولى وهو أن يتخلق مع كل صنف بالخلق الإلهي الذي صرفه الله معه فيكون موافقا للحق‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وقوله ولا فيما دون خمس ذو صدقة فهذا من عدد الأعيان ولا ينعد بالعين إلا العمل لا العلم فإن مقدار العلم معنوي ومقدار العمل حسي‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ولا فيما دون خمس أواق صدقة والأوقية أربعون درهما والأربعون في الأوقية نظير الأربعين صباحا من أخلصها ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه فإذا ظهرت من العبد في خمسة أحوال كما هي في الزكاة خمس أواق حال في ظاهره له أوقية وهو إخلاص ظاهر وحال في باطنه مثله وحال في حده مثله وحال في مطلعه مثله وحال في المجموع مثله فهذه خمسة أحوال مضروبة في أربعين يكون الخارج مائتين وهو حد النصاب فيها خمسة دراهم من كل أربعين درهما درهم وهو ما يتعلق بكل أربعين من التوحيد المناسب لذلك النوع ومقادير المعاني والأرواح أقدار من قوله وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!