الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


واجعل شريعتك المثلى مصححة *** فإنها تمر يجنيه كاسبه‏

له الإساءة والحسنى معا فكما *** تعلى طرائقه تردى مذاهبه‏

فاحذره إن له في كل طائفة *** حكما إذا جهلت فينا مكاسبه‏

لا تطلبن من الإلهام صورته *** فإن وسواس إبليس يصاحبه‏

في شكله وعلى ترتيب صورته *** وإن تميز فالمعنى يقاربه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال الله تعالى ونَفْسٍ وما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وتَقْواها من قوله أيضا كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وهَؤُلاءِ من عَطاءِ رَبِّكَ وما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً فجعل النفس محلا قابلا لما تلهمه من الفجور والتقوى فتميز الفجور فتجتنبه والتقوى فتسلك طريقه ومن وجه آخر تطلبه الآية وهو أنه بما ألهمها عراها أن يكون لها في الفجور والتقوى كسب أو تعمل وإنما هي محل لظهور الفعل فجورا كان أو تقوى شرعا فهي برزخ وسط بين هذين الحكمين‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ولم ينسب سبحانه إلى نفسه خاطر المباح ولا الهامة فيها به وسبب ذلك أن المباح ذاتي لها فبنفس ما خلق عينها ظهر عين المباح فهو من صفاتها النفسية التي لا تعقل النفس إلا به فهو على الحقيقة أعني خاطر المباح نعت خاص كالضحك للإنسان وإن لم يكن من الفصول المقومة فهو حد لازم رسمي فإن من خاصية النفس دفع المضار واستجلاب المنافع وهذا لا يوجد في أقسام أحكام الشرع إلا في قسم المباح خاصة فإنه الذي يستوي فعله وتركه فلا أجر فيه ولا وزر شرعا وهو قوله وما سواها من التسوية وهو الاعتدال في الشي‏ء فسواك فعدلك يمتن بذلك على الإنسان وما في أقسام أحكام الشريعة قسم يقتضي العدل ويعطي الاعتدال إلا قسم المباح فهي تطلبه بذاتها وخاصيتها فلذلك لم يصفها بأنها ملهمة فيه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وما ذكر سبحانه من الملهم لها بالفجور والتقوى فأضمر الفاعل فالظاهر أن الضمير المضمر يعود على المضمر في سواها وهو الله تعالى ومن نظر في‏

قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للملك في الإنسان لمة وللشيطان لمة

يعني بالطاعة وهي التقوى والمعصية وهي الفجور فيكون الضمير في فَأَلْهَمَها للملك في التقوى وللشيطان في الفجور ولم يجمعهما في ضمير واحد لبعد المناسبة بينهما وكل بقضاء الله وقدره ولا يصح أن يقال في هذا الموضع إن الله هو الملهم بالتقوى وإن الشيطان هو الملهم بالفجور لما في هذا من الجهل وسوء الأدب لما في ذلك من غلبة أحد الخاطرين والفجور أغلب من التقوى وأيضا لقوله تعالى ما أَصابَكَ من حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وما أَصابَكَ من سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ فإنه في تلك الآية ظاهر الاسم والسيئة فيها ما هي شرعا فتكون فجورا وإنما هي مما يسوءه ولا يوافق غرضه وهو في الظاهر قولهم فإنهم كانوا يتطيرون به صلى الله عليه وسلم أعني الكافرين فأمره سبحانه أن يقول كُلٌّ من عِنْدِ الله فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً أي ما يحدث فيهم من الكوائن يقول الله عنهم إنهم يقولون إِنْ ت

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فقد أعلمك برتبة نفسك وإنها ليست بأمارة بالسوء من حيث ذاتها وإنما ينسب إليها ذلك من حيث إنها قابلة لإلهام الشيطان بالفجور ولجهلها بالحكم المشروع في ذلك كنفس أمرت صاحبها بارتكاب أمر لم تعلم تحريمه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!