الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الصواب ثم إنهم أكدوا ذلك بقولهم ما ذكرناه عنهم إن صفاته لا هي هو ولا هي غيره وحدوا الغيرين بحد يمنعه غيرهم وإذا سألتهم هل هي أمر زائد اعترفوا بأنها أمر زائد وهذا هو عين الاستقراء

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فلهذا قلنا إن الاستقراء في العلم بالله لا يصح وإن الاستقراء على الحقيقة لا يفيد علما وإنما أثبتناه في مكارم الأخلاق شرعا وعرفا لا عقلا فإن العقل يدل عليه سبحانه إنه فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ لا يقاس بالمخلوق ولا يقاس المخلوق عليه وإنما الأدلة الشرعية أتت بأمور تقرر عندنا منها إنه يعامل عباده بالإحسان وعلى قدر ظنهم به قال تعالى وبَدا لَهُمْ من الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ في الطرفين للوازم قررها الشارع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن النائم عن الصلاة إذا استيقظ أو الناسي إذا تذكر وقد خرج وقت الصلاة فيصليها هل يثبتها دائما في كل يوم في ذلك الوقت فلما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الله لينهاكم عن الربا ويأخذه منكم‏

فبين أنه سبحانه ما يحمد خلقا من مكارم الأخلاق إلا والحق تعالى أولى به بأن يعامل به خلقه ولا يذم شيئا من سفساف الأخلاق إلا وكان الجناب الإلهي أبعد منه ففي مثل هذا الفن يسوغ الاستقراء بهذه الدلالات الشرعية وأما غير ذلك فلا يكون‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فقد أبنت لك صحة الاستقراء من سقمه في المعاملات وأما الاستقراء في التجليات فرأينا إن الهيولى الصناعية تقبل بعض الصور لا كلها فوجدنا الخشب يقبل صورة الكرسي والمنبر والتخت والباب ولم نره يقبل صورة القميص ولا الرداء ولا السراويل ورأينا الشقة تقبل ذلك ولا تقبل صورة السكين والسيف ثم رأينا الماء يقبل صورة لون الأوعية وما يتجلى فيها من المتلونات فيتصف بالزرقة والبياض والحمرة سئل الجنيد رحمه الله عن المعرفة والعارف فقال لون الماء لون إنائه ثم استقر أنا عالم الأركان كلها والأفلاك فوجدنا كل ركن منها وكل فلك يقبل صورا مخصوصة وبعضها أكثر قبولا من بعض ثم نظرنا في الهيولى الكل فوجدناها تقبل جميع صور الأجسام والأشكال فنظرنا في الأمور فرأيناها كلما لطفت قبلت الصور الكثيرة فنظرنا في الأرواح فوجدناها أقبل للتشكل في الصور من سائر ما ذكرناه ثم نظرنا في الخيال فوجدناه يقبل ما له صورة ويصور ما ليست له صورة فكان أوسع من الأرواح في التنوع في الصور ثم جئنا إلى الغيب في التجليات فوجدنا الأمر أوسع مما ذكرناه ورأيناه قد جعل ذلك أسماء كل اسم منها يقبل صورا لا نهاية لها في التجليات وعلمنا إن الحق وراء ذلك كله لا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فهذا القدر مما يتعلق بهذا الباب من الاستقراء وأما كونه لا يفيد العلم في هذا الموطن فإنه ما من أصل ذكرناه يقبل صورا ما إلا يجوز بل يقع وقد وقع أنه يتكرر في تلك الصور مراتب عديدة وهذا

قد ورد في الأخبار أن جبريل عليه السلام نزل مرارا على صورة دحية الكلبي‏

ولما لم يصح عندنا في التجلي الإلهي أن يتكرر تجل إلهي لشخص واحد مرتين ولا يظهر في صورة واحدة لشخصين علمنا إن الاستقراء لا يفيد علما فإن جناب التجلي لا يقبل التكرار فخرج عن حكم الاستقراء من وجه عدم التكرار ولحق به من حيث التحول في الصور وقد ورد التحول في حديث مسلم في حديث الشفاعة من كتاب الايمان فلا يعول على الاستقراء في شي‏ء من الأشياء لا في الأحوال ولا في المقامات ولا في المنازل ولا في المنازلات والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!