الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ورأى موسى في السماء السادسة وقد رآه وهو يصلي في قبره فمن أحوال هذا الشخص بعد موته مثل هذه الأشياء لا فرق في حقه بين حياته وموته فإنه كان في زمان حياته في الدنيا في صورة الميت حاله الموت فجعله الله في حال موته كمن حاله الحياة جزاء وفاقا ومن صفات صاحب هذا المقام في موته إذا نظر الناظر إلى وجهه وهو ميت يقول فيه حي وإذا نظر إلى مجس عروقه يقول فيه ميت فيحار الناظر فيه فإن الله جمع له بين الحياة والموت في حال حياته وموته وقد رأيت ذلك لوالدي رحمه الله يكاد إنا ما دفناه إلا على شك مما كان عليه في وجهه من صورة الأحياء ومما كان من سكون عروقه وانقطاع نفسه من صورة الأموات وكان قبل أن يموت بخمسة عشر يوما أخبرني بموته وأنه يموت يوم الأربعاء وكذلك كان فلما كان يوم موته وكان مريضا شديد المرض استوى قاعدا غير مستند وقال لي يا ولدي اليوم يكون الرحيل واللقاء فقلت له كتب الله سلامتك في سفرك هذا وبارك لك في لقائك ففرح بذلك وقال لي جزاك الله يا ولدي عني خيرا كل ما كنت أسمعه منك تقوله ولا أعرفه وربما كنت أنكر بعضه هو ذا أنا أشهده ثم ظهرت على جبينه لمعة بيضاء تخالف لون جسده من غير سوء له نور يتلألأ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

كل من أحيا حقيقته *** وشفى من علة الحجب‏

فهو عيسى لا يناط به *** عندنا شي‏ء من الريب‏

فلقد أعطت سجيته *** رتبة تسمو على الرتب‏

بنعوت القدس تعرفه *** في صريح الوحي والكتب‏

لم ينلها غير وارثه *** صفة في سالف الحقب‏

فسرت في الكون همته *** في أعاجم وفي عرب‏

فبها تحيا نفوسهمو *** وبها إزالة النوب‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدك الله أنه لما كان شرع محمد صلى الله عليه وسلم تضمن جميع الشرائع المتقدمة وأنه ما بقي لها حكم في هذه الدنيا إلا ما قررته الشريعة المحمدية فبتقريرها ثبتت فتعبدنا بها نفوسنا من حيث إن محمدا صلى الله عليه وسلم قررها لا من حيث إن النبي المخصوص بها في وقته قررها فلهذا أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم فإذا عمل المحمدي وجميع العالم المكلف اليوم من الإنس والجن محمدي ليس في العالم اليوم شرع إلهي سوى هذا الشرع المحمدي فلا يخلو هذا العامل من هذه الأمة إن يصادف في عمله فيما يفتح له منه في قلبه وطريقه ويتحقق به طريقة من طرق نبي من الأنبياء المتقدمين مما تتضمنه هذه الشريعة وقررت طريقته وصحبتها نتيجته فإذا فتح له في ذلك فإنه ينتسب إلى صاحب تلك الشريعة فيقال فيه عيسوي أو موسوي أو إبراهيمي وذلك لتحقيق ما تميز له من المعارف وظهر له من المقام من جملة ما هو تحت حيطة شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيتميز بتلك النسبة أو بذلك النسب من غيره ليعرف أنه ما ورث من محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما لو كان موسى أو غيره من الأنبياء حيا واتبعه ما ورث إلا ذلك منه ولما تقدمت شرائعهم قبل هذه الشريعة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!