الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وإما مما تصوره القوة المصورة فإذا كان صاحب هذا النظر في الدنيا أعمى أي حائرا ويموت والإنسان إنما يموت على ما عاش عليه وهذا ما عاش إلا حائرا فيجي‏ء في الآخرة بتلك الحيرة فإذا وقع له الكشف هناك زاد حيرة لاختلاف الصور عليه فهو أضل من كونه في الدنيا فإنه كان يترجى في الدنيا لو كشف له أن تزول عنه الحيرة وأما الطريق الثانية في العلم بالله فهو العلم عن التجلي والحق لا يتجلى في صورة مرتين فيحار صاحب هذا العلم في الله لاختلاف صور التجلي عليه كحيرة الأول في الآخرة فما كان لذلك في الآخرة هو لهذا الآخر في الدنيا وأما البصيرة التي يكون عليها الداعي والبينة فإنما ذلك فيما يدعو إليه وليس إلا الطريق إلى السعادة لا إلى العلم فإنه إذا دعا إلى العلم أيضا إنما يدعو إلى الحيرة على بصيرة أنه ما ثم إلا الحيرة في الله لأن الأمر عظيم والمدعو إليه لا يقبل الحصر ولا ينضبط فليس في اليد منه شي‏ء فما هو إلا ما تراه في كل تجل فالكامل من يرى اختلاف الصور في العين الواحدة فهو كالحرباء فمن لم يعرف الله معرفته بالحرباء فإنه لا يستقر له قدم في إثبات العين فأصحاب التجلي عجلت لهم معرفة الآخرة فهم في الدنيا أعمى وأضل سب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

عين الرسالة ما تأتي به الرسل *** فخذه لا تتوقف أيها الرجل‏

أنت المليك الذي جاءت رسالته *** إليك فاعمل بها يصعد لك العمل‏

إليه من غير قطع في مساحته *** فإن توهمته فذلك الزلل‏

واصعد إليه تنل عين البقاء به *** وإن قعدت أتاك الصعق والخبل‏

إن الظروف لتحوي من يحل بها *** والأمر أنزه أن يجري له مثل‏

عليك بالمنزل الأعلى فحل به *** لا تقطعنكم الأغراض والعلل‏

هو المنزه عن نعت وعن صفة *** فلا يقوم به أمن ولا وجل‏

فأنت أنت إذا إن كنت صاحبه *** فاعمل لنفسك ما أصحابه عملوا

ولا يقم بك فيما قد أتيت به *** عجز ولا كسل فيه ولا ملل‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدنا الله وإياك بِرُوحٍ مِنْهُ أن الله يعطي عباده منه إليهم وعلى أيدي الرسل فما جاءك على يد الرسول فخذه من غير ميزان وما جاءك من يد الله فخذه بميزان فإن الله عين كل معط وقد نهاك أن تأخذ كل عطاء وهو قوله وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فصار أخذك من الرسول أنفع لك وأحصل لسعادتك فأخذك من الرسول على الإطلاق ومن الله على التقييد فالرسول مقيد والأخذ مطلق منه والله مطلق عن التقييد والأخذ منه مقيد فانظر في هذا الأمر ما أعجبه فهذا مثل الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ فظهر التقييد والإطلاق في الجانبين وذلك أن الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما بعثه الله ليمكر بنا أعني بأمته وإنما بعثه ليبين لهم ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فلهذا أطلق لنا الأخذ عن الرسول والوقوف عند قوله من غير تقييد فإنا آمنون فيه من مكر الله والأخذ عن الله ليس كذلك فإن لله مكرا في عباده لا يشعر به قال تعالى ومَكَرْنا مَكْراً وهُمْ لا يَشْعُرُونَ وقال سَنَسْتَدْرِجُهُمْ من حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وقال وأَكِيدُ كَيْداً وقال إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ وقال والله خَيْرُ الْماكِرِينَ ولم يجعل للرسل في هذه الصفة قدما لأنهم

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!