الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


حياة لا تشاهد سوى منشئها وهو هذا المؤمن فيجدها يوم القيامة حياة تشفع له وتأخذ بيده والمنافق يجدها ميتة فيقال له أحيها فلا يستطيع وهي حية في نفس الأمر ولكن بإحياء الحق وقد أخذ الله ببصر هذا المنافق عن إدراك حياتها كما أخذ الله بأبصارنا عن إدراك حياة المسمى جمادا ونباتا مع علمنا أنه حي في نفس الأمر إيمانا فإنه مسبح بحمد الله ولا يسبح إلا حي ناطق والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن الدعاء حجاب من لا يشهد *** هذا هو الحق الذي لا يجحد

وهو القريب بعلمه وبعينه *** وهو الذي في كل حال يشهد

لكنه لما دعاك دعوته *** من قبل ذا أعطاك هذا المشهد

فإذا علمت بأنه عين الذي *** يدعو فمن تدعوه أو من تقصد

فادعوه أمرا لا تكن ممن يرى *** أن الدعاء هو الحجاب الأبعد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدنا الله وإياك بِرُوحٍ مِنْهُ أن الله تعالى ما أخبر نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بقربه من السائلين من عباده بالإجابة فيما يسألونه فيه إلا وقد ساوانا في العلم بالله من هذا الوجه ولو كان هذا القرب الإلهي في الإجابة قربه في المسافة التي ذكر عنها أنه أقرب إلى الإنسان من حَبْلِ الْوَرِيدِ لاكتفى وذلك لأنه لا يلزم من هذا القرب السماع كما لا يلزم من السماع في السؤال الإجابة فحصل من الفائدة بهذا التعريف ثلاثة أمور القرب والسماع والإجابة فلم يترك لعبده حجة عليه بل لله الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فإذا أقيم العبد في هذا الذكر فأول ما ينتج له الزهد فيما سوى الله فلا يتوسل إليه بغيره فإن التوسل إنما هو طلب القرب منه فقد أخبرنا الله تعالى أنه قريب فلا فائدة لهذا الطلب وخبره صدق ثم أخبر أنه يجيب سؤال السائلين فهو إخبار بأن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وأخبر بالإجابة ليتحفظ السائل ويراقب ما يسأل فيه لأنه لا بد من الإجابة فقد يسأل العبد فيما لا خير له فيه لجهله بالمصالح فهو تنبيه من الله وتحذير أن لا يسأل إلا فيما يعلم أن له فيه الخير الوافر عند الله في الدنيا والآخرة فمن أخذ هذا الذكر عل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم إن الله أخبر أنه يجيب دعوة الداع إذا دعاه وما دعاؤه إياه إلا عين قوله حين يناديه باسم من أسمائه فيقول يا الله أو يا رب أو رب أو يا ذا المجد والكرم وما أشبه ذلك فالدعاء نداء وهو تأيه بالله فإجابة هذا القدر الذي هو الدعوة وبها سمي داعيا أن يلبيه الحق فيقول لبيك فهذا لا بد منه من الله في حق كل سائل ثم ما يأتي بعد هذا النداء فهو خارج عن الدعاء وقد وقعت الإجابة كما قال فيوصل بعد النداء من الحوائج ما قام في خاطره مما شاءه فلم يضمن في هذا الذكر إجابته فيما سأل فيه ودعاه من أجله فهو إن شاء قضى حاجته وإن شاء لم يفعل ولهذا ما كل مسئول فيه يقضيه الله لعبده وذلك رحمة به فإنه قد يسأل فيما لا خير له فيه فلو ضمن الإجابة في ذلك لوقع ويكون فيه هلاكه في دينه وآخرته وربما في دنياه من حيث لا يشعر فمن كرمه أنه ما ضمن الإجابة فيما يسأل فيه وإنما ضمن الإجابة في الدعاء خاصة كما بيناه وهذا غاية الكرم من السيد في حق عبده حيث أبقى عليهم ثم إن هذا الذكر إذا أنتج له سماع الإجابة الإلهية فإنه لا بد لصاحب هذا الذكر أن يسمع الإجابة ولكن ذوقهم في السماع مختلف فقد يكون إسماع واحد غير إسماع الآخر ولكن لا بد من

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!