الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ما قد لي عضو ولا مفصل *** إلا وفيه لكم ذكر

بخلاف الآلام النفسية إذا وردت الأمور التي من شأنها أن تتألم النفوس عند ورودها فقد يتلقاها بعض عباد الله ولا أثر لها فيه على ظاهره والأمور المؤلمة حسا إذا أحس بها نحرك لها طبعا إلا أن شغله عنها أمر يزيل إحساسه بها وإنما كلامنا في ذلك مع الإحساس كأيوب وذي النون سلام الله عليهما وأما إلى من ليس بيده من الأمر شي‏ء كالمعتاد في العموم وتلك حالة أكثر العالم عباد الأسباب وبها يتستر الأكابر من عباد الله عن أن يشار إليهم واصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ المأمور به فذلك هو الثبوت مع الله عند نفوذ الحكم الإلهي فيه أي حكم كان من بلاء أو عافية فإن الفرح بنيل الغرض يزيل صاحبه عن الثبوت أكثر من زوال صاحب البلاء فإن حركة الفرح تدهش وتكثر اضطراب صاحبه إلا أن يكون له قوة حال أكثر من وارد الفرح وأما الهم والغم فإنه أقرب إلى الثبوت والسكون لمن حكم عليه به من فرح الواصل إلى غرضه فهو ذكر يعم الخير والشر معا وهما حالان والأحوال هي الحاكمة أبدا والمحكوم عليه لا بد أن يكون تحت قهر الحاكم لنفوذ حكمه فيه وهو الذي جعله يضطرب لأ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

أن لله في الخلائق مكرا *** وهو عنهم مغيب ليس يدري‏

وهو منهم وليس يدريه إلا *** من أقام الصلاة شفعا ووترا

بمناجاة ذلة وخضوع *** تتوالى عليه فيها وتترى‏

وشهود ترى الحقائق فيه *** طالعات عليه شمسا وبدرا

ووجود ترى الكوائن فيه *** يهب العلم منه سرا وجهرا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال الله عز جلاله سَنَسْتَدْرِجُهُمْ من حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وقال ومَكَرْنا مَكْراً وهُمْ لا يَشْعُرُونَ فإذا شعر بالمكر زال كونه مكرا إلا في حال واحد وذلك إذا شعر بمكر الله في أمر أقامه فيه وأقام عليه وأقامته عليه بعد العلم أنه من مكر الله مكر من الله مثل قوله وأَضَلَّهُ الله عَلى‏ عِلْمٍ وبهذا القدر يفارق علم الغيب فإن عالم الغيب إذا علمه لم يكن غيبا عنده فزال عنه في حقه اسم الغيب ولم يزل عن هذا الذي أقام على الأمر الذي كان لا يشعر به أنه مكر من الله اسم المكر به في إقامته على ذلك الأمر في حقه وإلا فالمسألة على السواء لو لا هذا الفارق الدقيق ومن المكر الإلهي ما يقصد به ضررا لعبد ومنه ما لا يقصد به ضررا لعبد وإنما يكون لحكمة أخرى يكون فيها سعادة العبد فإنه لو لا المكر الخفي لما صح تكليف ولا طلب جزاء فإنه من مكر الله المحمود في الممكور به تكليف الله إياه بالأعمال والسمع والطاعة له فيما كلفه به والأمر يعطي في نفسه أن الأعمال خلق لله في العبد وأن الله لا يكلف نفسه وليس العامل إلا هو وهذا قد شعر به بعض الناس وأقاموا على العمل وثابروا عليه أعني عمل الخيرات ومن مكر الله قسمه لصلاة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!