الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


أصاب الحق أو أخطأه كما هو نعت هذا الخائض إن حمد خوضه أو ذمه فهو في الحالتين على بصيرة ولهذا أمرنا الحق أن نتركهم في خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ولو لم يكن في هذا الذكر من الفائدة إلا كون الله يتخلق لعباده في اعتقادهم فإن الناظر في الله خالق في نفسه بنظره ما يعتقده فما عبد إلا إلها خلقه بنظره وقال له كُنْ فكان ولهذا أمرنا الناس أن يعبدوا الله الذي جاء به الرسول ونطق به الكتاب فإنك إذا عبدت ذلك الإله عبدت ما لم تخلق بل عبدت خالقك فأعطيت العبادة حقها موفى فإن العلم بالله لا يصح أن يكون علما إلا عن تقليد محال أن يكون عن دليل ولهذا منعنا عن التفكر في ذات الله ولم نمنع بل أمرنا أن نفرد الرتبة إليه فلا إله إلا هو والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ليس قلب الوجود غير وجودي *** وكذا في الشهود عين شهودي‏

فأنا القلب والمهيمن قلبي *** وهو مني مكان حبل الوريد

لا تحدوه للذي قد سمعتم *** إنه جل عن قيود الحدود

من رآني فقد رآه ومن لم *** يرني لم يقل بفرض السجود

إنما يفرض السجود على من *** قال في الحق إنه من وجودي‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

يريد

قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من عرف نفسه عرف ربه‏

رأيت محمد المراكشي بمراكش وكان يكاثرني ليلا ونهارا وكان هذا هجيره دائما فما رأيته ضاق صدره من شي‏ء قط وكانت الشدائد تمر عليه فلا يتلقاها إلا بالفرح والضحك فتفرج عنه في نظرنا وهو ينتقل من فرح إلى فرح ومن سرور إلى سرور فكنت أقول له هل تصبر على حلول هذه النوازل المكروهة طبعا فيقول لما صبرت أو لا فانتج لي ذلك الصبر على الحكم الإلهي مشاهدة العين فشغلتني عن كل حكم فما أتلقاه إلا به فهو مجني فإياه أسأل فإن النوازل به تنزل في رؤيتى وأنتم ترون حكم النازلة في صورتي وكل عند نظره ثم كان هذا الشخص من أحفظ الناس على أوقات عباداته والله ما رأيت مثله بعده في هذا المقام وما تحسر أحد من إخواني على فراقي حين فارقته إلى هذه البلاد مثل تحسره على فراقي وكان يقول لي والله لو لا مشاهدة العين التي حجبتني عن نفوذ الحكم الرباني في لسافرت معك فو الله ما يغيب عني منك إلا تحول صورة الحق إلى صورة أخرى فأشهده غيبا ومحضرا وهذا ذوق عجيب كان كثير الأدب كثير الكلام يكاد لا يصمت أبدا عن دلالة الناس على الله عز وجل فإذا قيل له في ذلك يقول أنا أؤدي ف

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن هذا الذكر يعطي الثبوت مع الحكم الرباني لما فيه من المصلحة وإن لم يشعر به العبد وجهله فهو في نفس الأمر مصلحة كان الحكم ما كان وهذا هو مقام الإحسان الأول الذي هو فوق الايمان فله الشهود الدائم في اختلاف الأحكام ولا بد من اختلافها لأنه تعالى كل يوم في شأن فإن كنت صاحب غرض وتحس بمرض وألم فاحبس نفسك عن الشكوى لغير من آلمك بحكمه عليك كما فعل أيوب عليه السلام وهو الأدب الإلهي الذي علمه أنبياءه ورسله فإنه ما آلمك وحكم عليك بخلاف غرضك وغرضك من جعل حكمه فيك إلا لتسأله في رفع ذلك عنك بما جعل فيك من العرض الذي بسببه تألمت فمن لم يشك إلى الله مع الإحساس بالبلاء وعدم موافقة الغرض فقد قاوم القهر الإلهي جاع أبو يزيد البسطامي فبكى فقيل له في ذلك فقال إنما جوعني لأبكي فالأدب كل الأدب في الشكوى إلى الله في رفعه لا إلى غيره ويبقى عليه اسم الصبر كما قال تعالى في رسوله أيوب عليه السلام إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً في وقت الاضطراب والركون إلى الأسباب فلم يضطرب ولا ركن إلى شي‏ء غير الله إلا إلينا لا إلى سبب من الأسباب فإنه لا بد طبعا عند الإحساس من الاضطراب وتغير المزاج ولذلك لطخ الحلاج وجهه بالدم حين

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!