الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وينعدم من الوجود بعدمها ما لم تكن صورة أخرى تقوم به والكل عند الله فإن الله عين شيئيته فما ثم معقول ولا موجود يحدث عنده بل الكل مشهود العين له بين ثبوت ووجود فالثبوت خزائنه والوجود ما يحدثه عندنا من تلك الخزائن فصورة الماء في الجليد معقولة ينطلق عليها اسم جليد والماء في الجليد بالقوة فإذا طرأ على الجليد ما يحلله فإنه يصير ماء فظهرت وحدثت صورة الماء فيه ومنه وزال عنه اسم الجليد وصورته وحده وحقيقته وكان عندنا قبل تحلله أنه خزانة من خزائن الغيث فظهر أنه عين المخزون فكان خزانة بصورة ومخزونا بصورة غيرها وهكذا حكم ما يستحيل هو عين ما استحال وعين ما يستحيل إليه وإنما جئنا بهذا المثال المحقق لما نعاينه من صور التجلي في الوجود الحق لنلحق بذلك صور العالم كله في وجود الحق فنطلق عليه خلقا كما يطلق على الماء الذي تحلل من الجليد ماء ويطلق عليه ذلك إطلاقا حقيقيا لأنه ليس غير ما تحلل مما كان اسم الجليد له فهو حق بوجه خلق بوجه هذا ينتجه وأمثاله هذا الذكر من العلم الإلهي ومن هنا تعلم جميع المحدثات ما هي ومتى ينطلق عليها اسم الحدوث ومتى تقبل اسم القدم وهو علم نفيس يخص الله به من شاء من عباده وذلك هو

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إنما يخشى الإله الحق من *** يعلم الحق ويبقى رسمه‏

فإذا ما فنى الكل به *** فنى العالم فيه واسمه‏

إنما العلم الذي ينفعنا *** كل علم قد شهدنا حكمه‏

فهو العلم الذي نعرفه *** وبه يعلم علمي علمه‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الخشية من صفات العلم الذي يعطي الخشية اللازمة له وعلى قدر العلم بها تكون الخشية المنسوبة إلى العالم ولا أعلم بها ممن علمه عينه فلا أخشى منه للاسم الله لجمع هذا الاسم بين الأضداد المتقابلات ومن هنا نزل قوله حَتَّى نَعْلَمَ ولما كان الأمر الذي هو علة ظهور الممكنات أينما ظهر منها ليس إلا أحكام الأسماء الإلهية فما من اسم إلهي إلا وهو يخشى الله لعلمه بما عنده من الأسماء التي تقابل هذا الاسم الوالي في الحال صاحب الحكم فيقول كما وولاني ولم أكن واليا على هذا المحل الخاص الذي ظهر فيه حكمي قد يعزلني عن ذلك بوال آخر يعني بحكم اسم آخر إلهي فلا أعلم من الأسماء الإلهية فلا أخشى منها لله فإن الله له التصرف فيها بالتولي والعزل وهو الواقع في الوجود فمنها ما يقع عن سؤال من الكون ومنها ما يقع عن غير سؤال بل يقع بانتهاء مدة الحكم فيكون نسخا فكما انطلق على العلماء من المحدثات اسم الخشية لله انطلق على الأسماء الخشية لله ولسؤال المحدثات في رفع أحكام الأسماء الإلهية صارت الأسماء الإلهية التي لها الحكم في الوقت تخشى سؤال المحدثات الله في رفع حكمها عن ذلك المحل كقول أيوب عليه السلام إِذْ نادى‏ رَبَّهُ أَنِّ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!