الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


لقلوبهم وأسرارهم متعلقة بالله من حيث معرفة نفوسهم ولا اجتماع لهم بالنهار مع الغافلين بل حركتهم ليلية ونظرهم في الغيب الغالب عليهم مقام الحزن فإن الحزن إذا فقد من القلب خرب فالعارف يأكل الحلوى والعسل والمحقق الكبير يأكل الحنظل فهو كثير التنغيص لا يلتذ بنعمة أبدا ما دام في هذه الدار لشغله بما كلفه الله من الشكر عليها لقيت منهم بدنيسر عمر الفرقوي وبمدينة فاس عبد الله السماد والعارفون بالنظر إلى هؤلاء كالأطفال الذين لا عقول لهم يفرحون ويلتذون بخشخاشة فما ظنك بالمريدين فما ظنك بالعامة لهم القدم الراسخة في التوحيد ولهم المشافهة في الفهوانية يقدمون النفي على الإثبات لأن التنزيه شأنهم كلفظة لا إله إلا الله وهي أفضل كلمة جاءت بها الرسل والأنبياء توحيدهم كوني عقلي ليسوا من اللهو في شي‏ء لهم الحضور التام على الدوام وفي جميع الأفعال اختصوا بعلم الحياة والأحياء لهم اليد البيضاء فيعلمون من الحيوان ما لا يعلمه سواهم ولا سيما من كل حيوان يمشي على بطنه لقربه من أصله الذي عنه تكون فإن كل حيوان يبعد عن أصله ينقص من معرفته بأصله على قدر ما بعد منه أ لا ترى المريض الذي لا يقدر على القيام والقعود ويبقى

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن المحقق بالأنفاس رحمان *** فالعرش في حقه إن كان إنسان‏

وإن توجه نحو العين يطلبها *** له العماء وإحسان فإحسان‏

مقامه باطن الأعراف يسكنه *** يزوره فيه أنصار وأعوان‏

له من الليل إن حققت آخره *** كما له من وجود العين إنسان‏

إن لاح ظاهره تقول قرآن *** أو لاح باطنه تقول فرقان‏

قد جمع الله فيه كل منقبة *** فهو الكمال الذي ما فيه نقصان‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدك الله بروح القدس أن المعلومات مختلفة لأنفسها وأن الإدراكات التي تدرك بها المعلومات مختلفة أيضا لأنفسها كالمعلومات ولكن من حيث أنفسها وذواتها لا من حيث كونها إدراكات وإن كانت مسألة خلاف عند أرباب النظر وقد جعل الله لكل حقيقة مما يجوز أن يعلم إدراكا خاصا عادة لا حقيقة أعني محلها وجعل المدرك بهذه الإدراكات لهذه المدركات عينا واحدة وهي ستة أشياء سمع وبصر وشم ولمس وطعم وعقل وإدراك جميعها للأشياء ما عدا العقل ضروري ولكن الأشياء التي ارتبطت بها عادة لا تخطئ أبدا وقد غلط في هذا جماعة من العقلاء ونسبوا الغلط للحس وليس كذلك وإنما الغلظ للحاكم‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما إدراك العقل المعقولات فهو على قسمين منه ضروري مثل سائر الإدراكات ومنه ما ليس بضروري بل يفتقر في علمه إلى أدوات ست منها الحواس الخمس التي ذكرناها ومنها القوة المفكرة ولا يخلو معلوم يصح أن يعلمه مخلوق أن يكون مدركا بأحد هذه الإدراكات وإنما قلنا إن جماعة غلطت في إدراك الحواس فنسبت إليها الأغاليط وذلك أنهم رأوا إذا كانوا في سفينة تجري بهم مع‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!