الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


إلا إلى الأسباب وكيف وقد قال وقَضى‏ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ويا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله ولم يذكر قط افتقار مخلوق لغير الله ولا قضى أن يعبد غير الله فلا بد أن يكون هو عين كل شي‏ء أي عين كل ما يفتقر إليه وعين ما يعبد كما أنه عين العابد من كل عابد بقوله أيضا كنت سمعه حين خاطبه بالتكليف والتعريف فما سمع كلامه إلا بسمعه وكذلك جميع قواه التي لا يكون عابد الله إلا بها فلم يظهر في العابد والمعبود إلا هويته فحكمته وسببه وعلته لم تكن إلا هو ومعلوله ومسببه لم يكن إلا هو فإياه عبد وعبد

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في خطبته لما أثنى على ربه فإنما نحن به وله‏

فخاطب وسمع وهذا أمر لا يندفع فإنه عين الأمر غير إن الفضل بين الناس هو بما شاهده بعضهم وحرمه بعضهم فيعلم العالم من غيره ما لا يعلمه الغير من نفسه مما هو عليه في نفسه فظهر التفاضل ومع هذا الظهور لا يخرج المخلوق عن أن يكون الحق هويته بدليل تفاضل الأسماء الإلهية وهي الصفات وليست غيره‏

فلا يعلم الخلق إلا به *** ولا يعلم الحق إلا بها

و

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إذا أحببت ربك باتباع *** أحبك مثل ذلك ثم زاد

على الحب المضاعف سترضون *** أتتك به السيادة حين سادا

وإن أحببته بخلاف هذا *** أفدت ولم تكن ممن أفادا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عن الله إن الله تعالى يقول ما تقرب المتقربون بأحب إلي من أداء ما افترضته عليهم ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا

وقد ورد أتم من هذا فهذا الهجير إذا التزمه العبد أو من التزمه وتحقق به فتح عليه في معرفة نفسه وربه وعلم إن عبادة الفرائض عبادة حقيقية جبرية وعبادة النوافل عبادة اختيارية فيها رائحة ربوبية لأنها تواضع والتواضع تعمل لا يقوم إلا ممن له سهم في الرفعة والعبد ليس له نصيب في السيادة ولهذا ورد العبد من لا عبد له فلهذا نقص عن درجة الفرض النفل لأن العبد نقصه من العلم بالأمر على قدر ما اعتقده من النفل بل من أول قدم في النفل اتصف بالنقص في العلم بما هو الأمر عليه وهذا علم شريف يورث سعادة لمن قام به لا تشبهها سعادة وذلك أن العبد هو عبد لذاته ولكن لا تعقل له عبودية ما لم يعقل له استناد إلى سيد والرب رب لذاته ولكن لا يعقل له ربوبية ما لم يعقل له مربوب هو مستنده فكل واحد سند للآخر فالمعلوم أعطى العلم للعالم فصيره عالما والعلم صير المعلوم معلوما ومن حيث ارتفاع هذا الذي قلناه فلا عالم ولا معلوم ولا رب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!