الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


المعظم في العرف أن تقول الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ ومثل ذلك ولا ينبغي أن يعين في الثناء خلق المحقر عرفا والمستقذر طبعا وإن دخل في عموم كل شي‏ء ولكن إذا عين لا يقتضيه الأدب بل ينسب معينه إلى سوء الأدب أو فساد العقيدة مع صحة ذلك ولا أمثل به فإني أستحيي أن يقرأ مع الزمان في كتابي فلذلك لم نمثل به كما مثلت بالعام وبالعظيم والكل منه ونعمته ولو لا حقارة ذلك بالعرف لم نقل به فإني ما أرى شيئا ليس عندي بعظيم لأني أنظر بعين اعتناء الله به حيث أبرزه في الوجود فأعطاه الخير فليس عندنا أمر محتقر وهذا شهود القوم فالكل نعمته ظاهرة وباطنة فظاهرة ما شوهد منها وباطنة ما علم ولم يشهد وظاهرة التعظيم عرفا وباطنة التعظيم عند أهل الله وأهل النظر المستقيم مما ليس بعظيم في الظاهر لأن هذا الأمر شبيه بالآيات المعتادة والآيات غير المعتادة فالآيات المعتادة ما هي آيات إلا لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ولا فرق بينها وبين الآيات غير المعتادة مثل حركات الأفلاك واختلاف الليل والنهار وما يظهر في فصول السنة من

الأرزاق والأمور المعادة والمسخرات فلا يتنبه بها إلا كل ذي عقل سليم إنها آيات وأما غير المعتاد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الحمد لله على كل حال *** فهو الذي يعم حال الوجود

وما علي حمد الذي قاله *** إذا تلفظت به من مزيد

وجاء ذا عنه به قائلا *** قد جاء ما قد كنت منه تحيد

فإنه ناداك من حضرة *** من قبل هذا في مقام الشهود

بأنه ليس بغير له *** فلا يغرنك حبل الوريد

فأنت رب وأنا عبده *** ويثبت الرب بكون العبيد

فلا تقل في كونه إنه *** يقول يوم العرض هَلْ من مَزِيدٍ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدك الله وإيانا بروح منه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كان يقول في السراء الحمد لله المنعم المفضل وكان يقول في الضراء الحمد لله على كل حال ثبت هذا في الصحاح فعلمنا أنه ذكر أدب إلهي لأنه ما قيده باسم كما قيد حمد السراء بالمنعم المفضل ومن أسمائه الضار كما من أسمائه النافع ولم يتعرض في هذا الحمد إلى ذكر الاسم الضار ولم يكن ذلك عن هوى بل عن وحي إلهي يوحى‏

فإنه الصادق القائل إن الله أدبني فأحسن أدبي‏

فعلمنا إن هذا الذكر من جملة الآداب على هذه الصفة وقد أوحى الله أن نتبع ملة إبراهيم ومن آداب إبراهيم عليه السلام مع ربه قوله وإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ فنسب الشفاء إلى ربه ولم ينسب إليه المرض لأنه شر في العرف بين الناس وإن كان في طيه خير في حق المؤمن فأخبر الله نبيه بحديث إبراهيم وقوله هذا تعليما له صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ليتأدب‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!