الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


لذاك قسمت ما عندي على بدني *** من الضنا والجوى والدمع والأسف‏

فالتكليف المطلق يطلق ويراد به أمران الأمر الواحد أن يعم الإنسان أجمعه مثل قوله يصبح على كل سلامي منكم صدقة وهو قوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ بنون الجمع لعموم التكليف وإطلاقه في ذات المكلف ومن هذا الباب أعني إطلاق التكليف ما اجتمعت فيه جميع الشرائع ولم تنفرد به شريعة دون أخرى وهو قوله أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ فعم وأطلق والأمر الآخر من الإطلاق إدخاله نفسه معنا تعريفا أنه مأمور وآمر وناه ومنهي ربنا لا تُؤاخِذْنا ... رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عَلَيْنا ... رَبَّنا ولا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا به والأمر واغْفِرْ لَنا وارْحَمْنا ... فَانْصُرْنا هذا منا عن أمر مشروع والجواب منه في الصحيح قد فعلت قد فعلت والأمر منه أَقِيمُوا الصَّلاةَ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

أَقْرِضُوا الله الجواب منا على قسمين بخلاف ما كان منه فجواب موافق لجوابه وهو قولنا سَمِعْنا وأَطَعْنا وجواب غير موافق من جميع الجهات لإجابته وهو قوله سَمِعْنا وعَصَيْنا وهذا كلام من أبعده الله عن سعادته وقرب إليه بهذه الإجابة شقاوته فقد أبنت لك عن إطلاق التكليف وهذا من إنصاف الحق عباده ليطلب منهم النصف ثم إنه في موطن آخر جعل لقوم آخرين ممن كتب عليهم شقاء مستندا إلهيا لم يقم فيه مقام الإنصاف فأعمى عليهم فعموا فنسب إليهم ما هو إليه وأشقاهم به ثم قال فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ لأن النزاع وقع بينه وبينه لأنه في نفس الأمر ما ثم إلا حكمان ما ثم ذاتان فافهم وعندنا ما كانت الحجة البالغة لله على عباده إلا من كون العلم تابعا للمعلوم ما هو حاكم على المعلوم فإن قال المعلوم شيئا كان لله الحجة البالغة عليه بأن يقول له ما علمت هذا منك إلا بكونك عليه في حال عدمك وما أبرزتك في الوجود إلا على قدر ما أعطيتني من ذاتك بقبولك فيعرف العبد أنه الحق فتندحض حجة الخلق في موقف العرفان الإلهي الخاص وأما في العموم فالأمر فيه قريب والحكم يختلف بحسب فهم الرجال فيه فما كل أحد تقام عليه حجة تقام على الآخر فلكل
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

سبحات الوجه تدركنا *** وهي بالإدراك تعد منا

غيرة منها عليه فهل *** أحد منكم يفهمنا

كيف كان الأمر فيه فلم *** تلق موجودا يعرفنا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال الله تعالى الله نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الحجب الإلهية المرسلة بينه وبين خلقه إنه تعالى لو رفعها لأحرقت سبحات الوجه ما أدركه بصره من خلقه‏

وقيل له صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أ رأيت ربك فقال نوراني أراه‏

فهذه الحجب إن كانت مخلوقة فكيف تبقي للسبحات فإنها غير محجوبة عنها لكن اعلم أنه سر أخفاه الله عن عباده سمي ذلك الإخفاء حجبا نورية وظلامية فالنور منها ما حجب به من المعارف الفكرية به والظلمة منها ما حجب به من الأمور الطبيعية المعتادة فلو رفع هذه الحجب عن بصائر عباده لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه وهذا الإحراق إنما هو اندراج نور أدنى هم فيه بل هم هو في نور أعلى كاندراج أنوار الكواكب في نور الشمس كما يقال في الكوكب إذا كان تحت الشعاع مع وجود النور في ذات الكوكب أنه محترق فلا يراد به العدم بل تبدل الحال على العين الواجدة في نظر الناظر فانتقل الاسم عليه وعنه بانتقال الحكم كان الحطب حطبا فلما احترق سمي فحما والجوهر واحد ومعلوم أن الكواكب على ضوئها في نفسها ولكن لا نراها لضعف الإدراك فلو رفعها في حق العلماء لرأوا نفوسهم عينه

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!