الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


المقامات المذكورة في الطريق فإن نفوسهم تقبل التغيير والتحويل من حال إلى حال ومن مقام إلى مقام ولكن ذلك كله لله لما سمعوا دعاءه إياهم من هذه الأمور كلها فدخلوا عليه بها ذوقا وحالا لا علما ولا اعتقادا فإن سائر المؤمنين والعلماء علماء الرسوم يعلمون هذه الأمور كلها ولكن لا قدم لهم فيها فهؤلاء إذا تجلى لهم الحق لم يثبتوا لظهوره لأن المحدث إذا ظهر له القديم يمحو أثره إذ لا طاقة للمحدث على رؤية القديم ولهذا جاء الخبر الصحيح الإلهي بأن الحق قد يكون بصر العبد وسمعه حتى يثبت لظهور الحق في التجلي أو في الكلام أ لا ترى إلى موسى عليه السلام لما كان الحق سمعه ثبت لكلام الله فكلمه فلما وقع التجلي ولم يكن الحق عند ذلك بصر موسى كما كان سمعه صعق ولم يثبت فلو كان بصره لثبت وأما العبيد الآخرون فهم له به فيثبتون في كل موطن مهول من حادث وقديم للقوة الإلهية السارية في ذواتهم فلا يبقى حال ولا مقام إلا ويظهرون به وفيه بطريق التحكم به والتصرف فيه فهم يملكون الأحوال والمقامات ولا يملكهم شي‏ء إلا ما قررناه من ذلك الأمر الذي يملك الحق إذا كان الحق ملك الملك فبذلك القدر يكونون في ذواتهم فبه تعالى يسمعون ويبصرون

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

لو لا وجود الكون في المعارج *** ما لاح عين الحرف بالمخارج‏

أخرجه ضرب مثال للذي *** قد ارتقى في رتب المعارج‏

فالنفس الدارج في طريقه *** يبين عن منازل المدارج‏

قال الله تعالى تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ إِلَيْهِ وقال تعالى إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وقال تعالى رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الممكنات هي كلمات الله التي لا تنفدوا بها يظهر سلطانها الذي لا يبعد وهي مركبات لأنها أتت للافادة فصدرت عن تركيب يعبر عنه في اللسان العربي بلفظة كُنْ فلا يتكون عنه إلا مركب من روح وصورة ثم تلتحم الصور بعضها ببعض لما بينهما من المناسبات فتحدث المعاني فينا بحدوث تأليفها الوضعي وما وقع فيها الوضع في الصور المخصوصة إلا لذاتها لا بحكم الإنفاق ولا بحكم الاختيار لأنها بأعيانها أعطت العلم الذي لا يتحول والقول الذي لا يتبدل والمشيئة الماضية فهي في الشهادة بحسب ما هي عليه في الغيب فهي في الغيب بصورة كل ما تتقلب إليه في الظاهر مما لا نهاية له في الغيب من التقليب وهو في الظاهر يبدو مع الآيات إذ لا يصح دخول ما لا يتناهى في الوجود لأن ما لا يتناهى لا ينقضي فلا يقف عند حد والمادة التي ظهرت فيها كلمات الله التي هي العالم هي نفس الرحمن ولهذا عبر عنه بالكلمات وقيل في عيسى عليه السلام إنه كلمة الله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم اعلم أن الله تعالى لما أظهر من كلماته ما أظهر قدر لهم من المراتب ما قدر فمنهم الأرواح النورية والنارية والترابية وهم على مراتب مختلفة وكلهم أوقفهم مع نفوسهم وأشهدهم إياها واحتجب لهم فيها ثم طلب منهم أن يطلبوه ونصب لهم معارج يعرجون عليها في طلبها إياه فدخل لهم بهذه المعارج في حكم الحد وجعل لهم قلوبا يعقلون بها ولبعضهم فكرا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!