الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


قرنا به الإرادة دون الأمر ولما كان التحرك أمرا وجوديا لذلك قرنا به الأمر الإلهي إن فهمت وهم رضي الله عنهم لا يزاحمون ولا يزاحمون أكثر ما يجري على ألسنتهم ما شاء الله سخرت لهم السحاب لهم القدم الراسخة في علم الغيوب لهم في كل ليلة معراج روحاني بل في كل نومة من ليل أو نهار لهم استشراف على بواطن العالم فرأوا ملكوت السموات والأرض يقول الله تعالى وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ والْأَرْضِ ولِيَكُونَ من الْمُوقِنِينَ وقال في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ من آياتِنا وهو عين إسرائه والعلماء ورثة الأنبياء أحوالهم الكتمان لو قطعوا إربا إربا ما عرف ما عندهم لهذا قال خضر ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي فالكتمان من أصولهم إلا أن يؤمروا بالإفشاء والإعلان والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إن التدبر معشوق لصاحبه *** به تعشقت الأسماء والدول‏

عليه عند الذي يقضي سوالفه *** في كل ما يقتضيه كونه العمل‏

به ترتب ما في الكون من عجب *** فكل كون له في علمه أجل‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

لقيت من هؤلاء الطبقة جماعة بإشبيلية من بلاد الأندلس منهم أبو يحيى الصنهاجى الضرير كان يسكن بمسجد الزبيدي صحبته إلى أن مات ودفن بجبل عال كثير الرياح بالشرق فكل الناس شق عليهم طلوع الجبل لطوله وكثرة رياحه فسكن الله الريح فلم تهب من الوقت الذي وضعناه في الجبل وأخذ الناس في حفر قبره وقطع حجره إلى أن فرغنا منه وواريناه في روضته وانصرفنا فعند انصرافنا هبت الريح على عادتها فتعجب الناس من ذلك ومنهم أيضا صالح البربري وأبو عبد الله الشرفي وأبو الحجاج يوسف الشبربلي فأما صالح فساح أربعين سنة ولزم بإشبيلية مسجد الرطند إلى أربعين سنة على التجريد بالحالة التي كان عليها في سياحته وأما أبو عبد الله الشرفي فكان صاحب خطوة بقي نحوا من خمسين سنة ما أسرج له سراجا في بيته رأيت له عجائب وأما أبو الحجاج الشبر بلي من قرية يقال لها شبربل بشرق إشبيلية كان ممن يمشي على الماء وتعاشره الأرواح وما من واحد من هؤلاء إلا وعاشرته معاشرة مودة وامتزاج ومحبة منهم فينا وقد ذكرناهم مع أشياخنا في الدرة الفاخرة عند ذكرنا من انتفعت به في طريق الآخرة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فكان هؤلاء الأربعة من أهل هذا المقام وهم من أكابر الأولياء الملامية جعل بأيديهم علم التدبير والتفصيل فلهم الاسم المدبر المفصل وهجيرهم يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ هم العرائس أهل المنصات فلهم الآيات المعتادة وغير المعتادة فالعالم كله عندهم آيات بينات والعامة ليست الآيات عندهم إلا التي هي عندهم غير معتادة فتلك تنبههم إلى تعظيم الله والله قد جعل الآيات المعتادة لأصناف مختلفين من عباده فمنها للعقلاء مثل قوله تعالى إِنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ والْأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ والْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي في الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وما أَنْزَلَ الله من السَّماءِ من ماءٍ فَأَحْيا به الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وبَثَّ فِيها من كُلِّ دَابَّةٍ وتَصْرِيفِ الرِّياحِ والسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ والْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ فثم آيات للعقلاء كلها معتادة وآياتٌ لِلْمُوقِنِينَ وآيات لِأُولِي الْأَلْبابِ وآيات لِأُولِي النُّهى‏ وآيات للسامعين وهم أهل الفهم عن الله وآيات للعالمين وآيات للعالمين وآيات للمؤمنين وآيات للمتفكرين وآيات لأهل التذكر فهؤلاء كله

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فإن من الآيات المذكورة المعتادة ما يدرك الناس دلالتها من كونهم ناسا وجنا وملائكة وهي التي وصف بإدراكها العالم بفتح اللام ومن الآيات ما تغمض بحيث لا يدركها إلا من له التفكر السليم ومن الآيات ما هي دلالتها مشروطة بأولي الألباب وهم العقلاء الناظرون في لب الأمور لا في قشورها فهم الباحثون عن المعاني وإن كانت الألباب والنهي العقول فلم يكتف سبحانه بلفظة العقل حتى ذكر الآيات لأولي الألباب فما كل عاقل ينظر في لب الأمور وبواطنها فإن أهل الظاهر لهم عقول بلا شك وليسوا بأولي الألباب‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!