الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


أنه قال إنما الأعمال بالنيات وإنما لامرئ ما نوى‏

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ثم يضاف إلى هذه الأجور قدر كرم المعطي وغناه وهذا يدخل تحت‏

قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

يعني من المجزيين وتحت قوله وزيادة من قوله لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى‏ وزِيادَةٌ وهذه الزيادة ما عينها الحق لاحد وأكد هذا الأجر على غيره ممن له أجر على الله بالوقوع وهو الوجوب فإن الأجر قد يقتضيه الكرم من غير وجوب وقد يقتضيه الوجوب والذي يقتضيه الوجوب أعلى كما إن الفرائض أعلى وأحب إلى الله من النوافل‏

صح في الخبر أن الله تعالى يقول ما نقرب إلى أحد بأحب إلي مما افترضته عليه فجعله أحب إليه ثم قال ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه وبصره‏

فهذا نتيجة النوافل فما ظنك بنتيجة الفرائض وهي أن يكون العبد سمع الحق وبصره وقد بينا صورة ذلك فيما تقدم فيريد الحق بإرادة العبد وهذا المقام ذكرته العرب في حق محمد صَلَّى ا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

يعني حال من أساء إليه بالإحسان فأصلح منه ما كان أوجب الإساءة إليه منه فما أراد هنا بأصلح إلا هذا ولا يحصل في هذا المقام إلا من له همة عالية فإن الله قد أباح له أن يجازي المسي‏ء بإساءته على وزنها فأنف على نفسه أن يكون محلا للاتصاف بما سماه الحق سيئة

نفس الكريم كريمة في كل ما *** تجري به الأهواء والأقدار

والله يحكم في النفوس بقدرها *** وهو الذي من حكمه يختار

فيجي‏ء ذو اللب المجوز عقله *** غير الذي حكمت به فيحار

يقول الله تعالى في هذا المقام ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ يعني قوله وأصلح السَّيِّئَةَ ... فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وما يُلَقَّاها يعني هذه الصفة إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا حبسوا أنفسهم عن أن يجاز والمسي‏ء بإساءته إساءة ولو علم الناس قدر ما نبهنا عليه في هذه المسألة ما جازى أحد من أساء إليه بإساءة فما كنت ترى في العالم إلا عفوا مصلحا لكن الحجب على أعين البصائر كثيفة وليست سوى الأغرا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!