الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


من رعاياه فقد عزل نفسه بفعله ورمت به المرتبة وبقي عليه السؤال من الله والوبال والخيبة وفقد الرئاسة والسيادة وحرمه الله خيرها وندم حيث لم ينفعه الندم فإنه لو لم يسأل عن ذلك وترك وشأنه لكان بعض شي‏ء إلا الحق فإنه لا ينقص عنه من ملكه شي‏ء فإن عبده إذا مات من الحياة الدنيا انتقل إليه في البرزخ فبقي حكم السيادة لله عليه بخلاف الإنسان إذا مات عبده ماتت سيادته التي كان بها سيدا عليه فهذا الفرق بيننا وبين الحق في الربوبية

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الله يحب الرفق في الأمر كله‏

فالعالم من علم الرفق والرفيق والمرفوق فما من إنسان إلا وهو رفيق مرفوق به فهو مملوك من وجه مالك من وجه ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريا والله رَفِيعُ الدَّرَجاتِ فنحن له كما هو لنا وكما نحن لنا فنحن لنا وله وهو لنا لا له وليس في هذا الباب أشكل من إضافة العلم الإلهي إلى المعلومات ولا القدرة إلى المقدورات ولا الإرادة إلى المرادات لحدوث التعلق أعني تعلق كل صفة بمتعلقها من حيث العالم والقادر والمريد فإن المعلومات والمقدورات والمرادات لا نهاية لها فهو يحيط علما بأنها لا تتناهى ولما كان ال

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

القلب بيتك لا بيتي فاعمره *** فلست أذكر شيئا أنت تذكره‏

ذكري لنفسي حجاب إن ذكرك لي *** هو السرور الذي بالحسن تغمره‏

إذا ذكرتك كان الذكر منك لنا *** فلست تذكر أمرا نحن نذكره‏

إن الخليل بظهر البيت مسكنه *** من أجل قلب له ما زلت تعمره‏

فلو يحل به لكنت تابعه *** وليس يسكنه فلست تعمره‏

فالحمد لله حمدا لا يفوه به *** إلا الذي هو في قلبي يصوره‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدنا الله وإياك بروح القدس أن رحمة الله وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ ومن رحمته إن خلق الله بها قلب عبده وجعله أوسع من رحمته فإن قلب المؤمن وسع الحق كما

ورد أن الله يقول ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن‏

فرحمته مع اتساعها يستحيل أن تتعلق به أو تسعه فإنها وإن كانت منه فلا تعود عليه وما أحال تعالى عليه أن يسعه قلب عبده وذلك أنه الذي يفقه عن الله ويعقل عنه وقد أمره بالعلم به وما أمره إلا بما يمكن أن يقوم به فيكون الحق معلوما معقولا للعبد في قلبه ولا يتصف بأنه تعالى مرحوم فهذا يدلك على إن الرحمة لا تناله من خلقه كما يناله التقوى أعني تقوى القلوب كما قال ولكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى‏ مِنْكُمْ وقال فَإِنَّها يعني شعائر الله وهي ضرب من العلم به من تَقْوَى الْقُلُوبِ وقال تعالى فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها وما جعلها عقلا إلا ليعقل عنه العبد بها ما يخاطبه به ومما خاطبه به إن رحمته وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وأن قلبه وسعه جل جلاله إلا أن ثم سرا أشير إليه ولا أبسطه وهو أن الله أخبر أنه أحب أن يعرف ومقتضى الحب معروف فخلق‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!