الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فاحذر فديتك أفلاكا تدور بما *** لا ترتضيه وخف مصارع النوب‏

لو جاءك الملأ العلوي مبتليا *** بالحرب سلم له وجد في الهرب‏

وانزع إليه وقل يا منتهى أملي *** أ لست تعلم أن العز في الحجب‏

قال الله عز وجل وإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وتَوَكَّلْ عَلَى الله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أنه قد تقرر عند أصحاب الأفكار أن لله صفات وأسماء لها مراتب وللعبد التخلق والتحلي بها على حد مخصوص ونعت منصوص عليه وحال معين إذا تعدى ذلك العبد كان للحق منازعا واستحق الإقصاء والطرد عن القرب السعادي كما ورد في‏

قوله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري من نازعني واحدا منهما قصمته‏

وللعبد صفات وأسماء تليق به وقد داخله الحق في الاتصاف بها مما تحيله العقول ولكن وردت به الشرائع ووجب الايمان بها فلا يقال كيف مع إطلاقها عليه قربة وإيمانا من لم يقل بها وأنكرها فقد كفر ومرق من الإسلام ومن تأولها كان على قدم الغرور فلا نعلم نسبتها إلى الله إلا بإعلام الله وكذلك كل اسم تحلينا به من أسمائه أيضا مجهول النسبة إليه عندنا إلا أن بعلمنا الله فنعلم ذلك بإعلامه فالكل على السواء ما لنا وما له فلما عين ما عين له وتحلينا به سمي ذلك مغالبة منا للحق ولما عين ما عين لنا واتصف به سمي ذلك بغالبة من الحق وموضع الجنوح إلى السلم من هذا الأمر هو أن ترد الكل إليه فما أعطانا من ذلك ولو أعطانا الكل قبلناه على جهة الإنعام‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن سبب المنازعة والمغالبة أمران الاستخلاف الذي هو الإمامة والخلق على الصورة فلا بد للخليفة أن يظهر بكل صورة يظهر بها من استخلفه فلا بد من إحاطة الخليفة بجميع الأسماء والصفات الإلهية التي يطلبها العالم الذي ولاة عليه الحق سبحانه ولما اقتضى الأمر ذلك أنزل أمرا منه إليه سماه شرعا بين فيه مصارف هذه الأسماء والصفات الإلهية التي لا بد للخليفة من الظهور بها وعهد إليه بها فكل نائب في العالم فله الظهور بجميع الأسماء ومن النواب من أخذ المرتبة بنفسه من غير عهد إلهي إليه بها وقام بالعدل في الرعايا واستند إلى الحق في ذلك كملوك زماننا اليوم مع الخليفة فمنهم السمع والطاعة فيما يوافق أغراضهم وما لا يوافق فهم فيه كما هم في أصل توليتهم ابتداء ومنهم من لا يعمل بمكارم الأخلاق ولا يمشي بالعدل في رعيته فذلك هو المنازع لحدود مكارم الأخلاق والمغالب لجناب الحق في مغالبته رسل الله كفرعون صاحب موسى عليه السلام وأمثاله والحق له الاقتدار التام لكن من نعوته الإمهال والحلم والتراخي بالمؤاخذة لا الإهمال فإذا أخذ لم يفلت وزمان عمر الحياة الدنيا زمان الصلح واستدراك الفائت والجبر بمن قام بمصالح الأمور المرضية

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!