الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فنفى إِذْ رَمَيْتَ فأثبت الرمي لمن نفاه عنه ثم لم يثبت على الإثبات بل أعقب الإثبات نفيا كما أعقب النفي إثباتا فقال ولكِنَّ الله رَمى‏ فما أسرع ما نفى وما أسرع ما أثبت لعين واحدة فلهذا سميت هذه المنازلة المسلك السيال تشبيها بسيلان الماء الذي لا يثبت على شي‏ء من مسلكه إلا قدر مروره عليه فقدم رجاله غير ثابتة على شي‏ء بعينه لأن المقام يعطي ذلك وهو عين قوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ ومقدار اليوم الزمن الفرد وكذلك قوله تعالى

ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وهُمْ لا يَسْمَعُونَ مع كونهم سمعوا فانظر إلى هذا الذم كيف أشبه غاية الحمد فيمن كان الحق سمعه وبصره فمن كان الحق سمعه فقد سمع ضرورة فلم يسمع إلا بربه فهو سامع لا بنفسه ولا يصح أن يكون محلا لهوية ربه فعينه وجود الحق والحكم للممكن فإن ذلك أثره ولَوْ عَلِمَ الله فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ والوجود هو الخير فيتصفون بالوجود ولَوْ أَسْمَعَهُمْ إذ أوجدهم لَتَوَلَّوْا إلى ذواتهم فيعلمون أنهم ما سمعوا فكنى عنه بالإعراض لأن الحق هو السامع وهم له كالأذن لنا آلة نسمع بها أصوات المصوتين وكلام المتكلمين فهو المخاطب وهو المتكلم

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

من أراد الحق يطلبه *** في وجود الملك والملكوت‏

كلمات الحق ليست سوى *** ما بدا من عالم عن ثبوت‏

والذي في ليس معدنه *** في مقام نحن عنه سكوت‏

كلما نلناه من كرم *** فهو المدعو بالرحموت‏

والذي البرهان يظهر *** قائم في برزخ الجبروت‏

ظاهر الأكوان باطنها *** رهبوت عينه رغبوت‏

فمال الكون أجمعه *** لمقر العفو والرحموت‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال الله تعالى في افتتاح كلامه الجامع بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وأكد هذا العالم بأن نعته بأنه غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولا الضَّالِّينَ وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الثابت عنه الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله‏

وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في حديث الشفاعة إن الله يقول شفعت الملائكة وشفع النبيون والمؤمنون وبقي أرحم الراحمين‏

اعلم أن العالم لما أقام الله نشأته على التربيع وأعني بالعالم هنا الإنس والجان الذين يعمرون الدارين الجنة والنار جعل في أم الكتاب الذي يقضي على جميع ما يتضمنه العالم أربع رحمات لكل ربع من كل شخص شخص رحمة فضمن الآية الأولى من أم الكتاب وهي البسملة رحمتان وهما قوله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وضمن الآية الثالثة منها أيضا رحمتين وهما قوله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فهو رحمن بالرحمتين العامة وهي رحمة الامتنان وهو رحيم بالرحمة الخاصة وهي الواجبة في قوله فَسَأَ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!