الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ليس فيه منع قلنا صدقت قال فإذا كنت صادقا وسلمت لي قولي فما حكم الاسم الإلهي المانع وهذا المنع الواقع في العالم لما ذا يرجع فإننا لا ننكره قلنا أما الجود الإلهي فلا منع فيه ولكن لا يقبله إلا الممكن لا يقبله المحال فإذا عرفت القابل عرفت المانع والمنع فالقوابل تقبل من هذا الجود المطلق بحسب استعداداتها كالشقة والقصار في فيض الشمس نورها فتبيض الشقة وتسود وجه القصار إن كان أبيض فيقول لهما الحكيم النور واحد ولكن مزاج القصار لا يقبل من نور الشمس إلا السواد والشقة على مزاج يقبل البياض فمزاجك منعك من قبول البياض ويقال للشقة مزاجك منعك من قبول السواد فلكل واحد من المذكورين أن يقول فالمسألة بحالها لم لم تعطني المزاج الذي يقبل السواد والقصار يقول لم لم تعطني المزاج الذي يقبل البياض قلنا لا بد في العالم من شقة وقصار فلا بد من مزاج يقبل البياض ومزاج يقبل السواد فلا بد منكما كنتما ما كنتما فإن العالم لا بد فيه من كل شي‏ء فلا بد أن يكون فيه كل مزاج والحق تعالى ما هو فعله مع الأغراض التي أوجدها في عباده وإنما هو مع ما تطلبه الحكمة والذي اقتضته الحكمة هو الواقع في العالم فعين ظهوره هو عين الحكمة فإنه

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن المهانة حقيقة العالم التي هو عليها لأنه بالذات ممكن فقير فهو ممنوع من جميع نيل أغراضه وإراداته منعا ذاتيا ولا يحجبنك وقوع بعض مراداته ونيل بعض أغراضه عما قلناه في حقه فإن ذلك ما وقع له إلا بإرادة الحق لا بإرادته فذلك المراد وإرادة العبد معا إنما هما واقعان بإرادة الحق فهو ممتنع بالذات أن يكون شي‏ء في الوجود موجودا عن إرادة العبد ولو كان لإرادة العبد نفوذ في أمر خاص لعم نفوذها في كل شي‏ء لو كان ذلك المراد وقع لعين إرادة الممكن فتعين إن ذلك الواقع وقع بإرادة الله عز وجل فالعالم ممنوع لذاته كما هو ممكن مهان لذاته وإنما كان مهانا لذاته لأن العبودية له لذاته وهي الذلة وكل ذليل مهين وكل مهين محتقر وكل محتقر مغلوب فصح ما جاء في المنازلة من أنه من حقر غلب ومن استهين منع والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!