الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


يعرفه إلا الأنبياء خاصة فالحمد لله الذي من علينا بمعرفته وما رأينا ذلك إلا بكون الله امتن علينا بالاحترام التام لرسله عليه السلام وشرائعه المنزلة وعلم الصلاح يختص بهم فمكنني الله من جنى ثمرته فقد نبهتك على الطريق الموصلة إلى علم الصلاح الذي أغفل الناس طريقه وجعلوه في الطبقة الرابعة وأخذوا الطريق خطا مستقيما وطريق الحق ليس كذلك وإنما هو مستقيم الاستدارة فإن القوم جهلوا معنى الاستقامة في الأشياء ما هي فالاستقامة الدائرة أن تكون دائرة صحيحة بحيث أن يكون كل خط يخرج من النقطة إلى المحيط منها مساويا لصاحبه وسائر الخطوط كما إن الاستقامة في الشكل المربع والمثلث أن يكون متساوى الأضلاع بتساوي الزوايا كما إن الاستقامة في الشكل المثلث المتساوي الساقين أن يكون متساوى الساقين فكل شي‏ء لم يخرج عما وضع له فهي استقامته وعلم العين وعلم الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وهو منزل الإمام الذي على يسار القطب‏

عجبت لدار قد بناها وسواها *** وأسكنها روحا كريما وأبلاها

وخربها تخريب من لا يقيمها *** فمن لي بجمع الشمل من لي ببقياها

وقد كان علا ما بما قد أقامه *** فيا ليت شعري ما الذي كان أدراها

ولم لا بناها أولا وأقامها *** إقامة باق لا يزول محياها

وما فعلت ما تستحق به الردا *** فما كان أسناها وما كان أقواها

لقد عبثت فينا وفيها يد البلى *** وبعد زمان ردها ثم علاها

ورد إليها ذلك الروح فاستوى *** على عرشها ملكا وخلد سكناها

وأورثها عدنا وخلدا عناية *** فأسكنها فردوسها ثم مأواها

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدك الله أيها الولي الحميم والصفي الكريم أن الحياة للأرواح المدبرة الأجسام كلها النارية والترابية والنورية كالضوء للشمس سواء فالحياة لها وصف نفسي فما يظهرون على شي‏ء إلا حيي ذلك الشي‏ء وسرت فيه حياة ذلك الروح الظاهر له كما يسرى ضوء الشمس في جسم الهواء ووجه الأرض وكل موضع تظهر عليه الشمس ومن هنا يعلم من هو روح العالم وممن يستمد حياته وما معنى قوله تعالى الله نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ ثم مثل فقال مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ وهي الكوة فِيها مِصْباحٌ وهو النور إلى آخر التشبيه فمن فهم معنى هذه الآية علم حفظ الله العالم فهذه الآية من أسرار المعرفة بالله تعالى في ارتباط الإله بالمألوه والرب بالمربوب فإن المربوب والمألوه لو لم يتول الله حفظه دائما لفنى من حينه إذ لم يكن له حافظ يحفظه ويحفظ عليه بقاءه فلو احتجب عن العالم في الغيب انعدم العالم فمن هنا الاسم الظاهر حاكم أبدا وجود أو الاسم الباطن علما ومعرفة فبالاسم الظاهر أبقى العالم وبالاسم الباطن عرفناه وبالاسم النور شهدناه فإذا كانت حياة الإنسان الذي هو مقصودنا في هذا الباب لأنه باب الابتلاء وهو يعم المكلفين من الثقلين فإنه كل ما سو

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!