الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


واعلم أن العارف في هذا المنزل لا يتمكن له أن يسأل الحق في أمر إلا من الوجه الأخص لا من الوجه الأعم ولا يصح له سؤال الحق في أمر هو فيه لأنه شغل عما يستحقه ذلك الأمر من الأدب فإذا وفاه حقه حسا كان مما يتعلق بالعبادات البدنية أو معنى كان مما يتعلق بالعبادات القلبية وأراد الحق أن ينقله من تلك العبادة لم يعرف العارف مراد الحق فيه لأي مرتبة ينقله هل ينقله إلى واجب آخر أو مندوب أو مباح أو مكروه أو محظور فيبقى واقفا بين المقام الذي فرغ منه وبين الأمر الذي إليه في علم الله ينتقل فعند ذلك يأتيه رسول من الله مظهر في سره يقول له إن الله قد أمرك أن تتضرع إليه وترغبه وتسأله في هذا الأمر الذي ينقلك إليه إن كانت بقيت لك حياة فليكن من الواجبات وهو المراد فإن لم يكن فمن المندوبات فإن لم تسبق العناية بالإجابة فمن المباحات فإن لم يكن ورأيت لوائح تبرق إليك من خلف حجاب الخذلان وتعلم أنك تنتقل إلى محظور أو مكروه فاسأل من الله الحضور معه في ذلك الأمر الذي تنتقل إليه وأسأله أن يجعل فيك من الكراهة لذلك الأمر ولا يحول بينك وبين معرفتك بأنه شي‏ء يسوءك فعله وأن العلم الإلهي لا يتبدل فيك بوقوعه منك حتى أنه إذا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

أقسمت بالدهر أن الدهر ليس له *** عين ولكنه للعقل معقول‏

فإن حلفت به فاحلف على عدم *** لا في وجود فإن الحنث تعطيل‏

واعلم بأن الذي لا أم تؤنسه *** ولا أب هو في الأحكام مبتول‏

إلا الذي رقيت فيه معارفه *** وكان عنه فذاك الشخص مقبول‏

كما الذي تاه في بحر وليس له *** هاد فذلك بالأهواء معلول‏

وإن نقلت إلى فقر بغير غنى *** فإنكم لدليل العقل مدلول‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم وفق الله الولي الحميم أن لكل شي‏ء صدرا ومعرفته في هذا الطريق من أرفع العلوم والمعارف إذ كان العالم وكل جنس على صورة الإنسان وهو آخر موجود وكان الإنسان وحده على الصورة الإلهية في ظاهره وباطنه وقد جعل الله له صدرا فما بين الحق والإنسان الذي له الآخرية وللحق الأولية صدور لا يعلم عددها إلا الله فلنعين منها بعض ما يصل إليه فهمك وما يمكن أن يقبله عقلك ونسكت عما لا يصل إليه فهمك ولا يقبله عقلك فلنبتدئ أولا بالأعلى وننزل إلى آخر درجة فنقول إن الصدر في الرتبة الثانية من كل صورة سواء كانت الصورة جنسية أو نوعية أو شخصية فصدر الواجبات الحياة الأزلية المنعوت بها الحق عز وجل وصدر الأسماء المؤثرة العالم وصدر صفات التنزيه نفي المثلية وصدر الأينيات العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء وصدر الوجود الممكنات وصدر الموجودات العقل الأول وصدر الدهر ما بين الأزل والأبد وصدر الزمان زمان قبول الهيولى للصورة وصدر الطبيعة كيفية الجسم الأول وصدر الكيفيات تعلق القدرة بالإيجاد وصدر الكميات تقسيم المعاني وصدر الأفلاك الكرسي وصدر العناصر الماء وصدر الليل مغيب الشفق الأحمر وصدر النهار إشراق الشمس لا شروقها و

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!