الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


أي أنه أدرك أن ثم أمرا يعجز عن إدراكه فهذا علم لا علم فيعلم الإنسان يوم القيامة عجز فكره عن إدراك ما حسب أنه أدركه غير أنه معذب بفكره بنار اصطلامه فإن حجة الشرع عليه قائمة إذ قد أبان له وأعرب عما ينبغي له أن يفكر فيه كما قال أَ ولَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ من جِنَّةٍ أي أنه يوصل إلى معرفة الرسول بالدليل وبهذه الآية يستدل على أنه لا بد من أن ينصب الله تعالى على يد هذا الرسول دليلا يصدقه في دعواه ولو لم يكن كذلك ما صدق قوله أَ ولَمْ يَتَفَكَّرُوا ولا تكون الفكرة إلا في دليل على صدقه إنه رسول من عند الله والدليل هو المنظور فيه الموصل إلى المدلول فلو لا ما نصب الأدلة ما شرع للعقلاء التفكر ولا طالبهم وكذلك في معرفتهم به سبحانه فقال لما ذكر أمورا إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ فإذا تعدى بالفكر حده وفكر فيما لا ينبغي له أن يفكر فيه عذب يوم القيامة بنار فكره ثم إن الإنسان يشغله الفكر فيما لم يشرع له التفكر فيه عن شكر المنعم على النعم التي أنعم الله عليه بها فيكون صاحب عذابين عذاب الفكر فيما لا ينبغي وعذاب عدم الشكر على ما أنعم به عليه ولا نعمة أعظم من نعمة العلم وإن

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أن الزيارة مأخوذة من الزور وهو الميل فمن زار قوما فقد مال إليهم بنفسه فإن زارهم بمعناه فقد مال إليهم يقلبه وشهادة الزور الميل إلى الباطل عن الحق فزيارة الموتى الميل إليهم تعشقا لصفة الموت إن تحل به فإن الميت لا حكم له في نفسه وإنما هو في حكم من يتصرف فيه ولا يتصور من الميت منع ولا إباية ولا حمد ولا ذم ولا اعتراض بل هو مسلم تسليم حال ذاتي كذلك ينبغي لزائره إن يكون حاله مع الله حال الميت مع من يتصرف فيه وإذا بلغ إلى هذا المقام على الحد المشروع فيه لا على الإطلاق حينئذ يبلغ مبلغ الرجال ولا يكون موصوفا بهذه الصفة على الإطلاق إلا في معناه لا في حسه الظاهر والباطن بل ينبغي له أن يكون حيا في أفعاله الظاهرة والباطنة في الأمور التي تعلق بها النهي الإلهي ويكون ميتا بالتسليم لموارد القضاء عليه في كل ذلك لا للمقضي والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إذا كنت مشغوفا بحب المعاصم *** تذكر من الآيات آي القواصم‏

فإن لها عن ذاك زجرا وعصمة *** وأفلح من تحييه آي العواصم‏

وهذي أمور لم أنلها بفكرة *** ولكنها جاءت على يد قاسم‏

ويعطي إله الخلق عدلا ومنة *** بقصمة قهار وعصمة عاصم‏

فكم بين شخص بالملائك ملحق *** وبين شخيص ملحق بالبهائم‏

اعلم أنه لما وصلت إلى هذا المنزل في وقت معراجي الذي عرج بي ليريني من آياته سبحانه ما شاء ومعي الملك قرعت بابه فسمعت من خلف الباب قائلا يقول من ذا الذي يقرع باب هذا المنزل المجهول الذي لا يعرف إلا بتعريف الله فقال الملك عبد الحضرة عبدك محمد بن نور ففتح فدخلت فيه فعرفني الحق جميع ما فيه ولكن بعد سنين من شهودي إياه فكان ذلك شهودا صوريا من غير تعريف ثم بعد ذلك وقع التعريف به ولما عرفني بأنه منزل مجهول قصم ظهري ولما وقع التعريف به رأيته كله قواصم إلا أن يعصم الله مما رأيت فخفت فس

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!