الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


على نفسه ليأنس العبد بما أوجبه الحق عليه من طاعته ليسارع بأداء ما وجب عليه فإذا حصل العبد في هذا المقام فليس وراءه مرمى لرام ويعلم أن الله قد أراد أن ينقله من عالم شهادته إلى عالم غيبه ليكون له غيبه شهادة في موطن آخر غير هذا الموطن له حكم آخر وهو الموطن الذي تكون فيه المظاهر الإلهية وهو أوسع المواطن فلهذا عبر عن هذا المنزل بالأجل المسمى لأنه أجل البعث إليه من عالم الشهادة المقيد بالصورة التي لا تقبل التحول في الصور لكن تقبل التغيير وهو زوال عينها بغيرها لذلك الغيب الذي كانت به فيدبر الروح الغيبي صورة ذلك الغير فلهذا قلنا يقبل التغيير ولا يقبل التحويل فإن الحقائق لا تتبدل فانتقاله إلى موطن التحول في الصور يسمى أجلا مسمى أي معلوم النهاية وكان من المقام الموسوي دون غيره لأنه لم يرد في الخبر أنه عليه السلام رأى في إسرائه من جمع بين صورتين سوى موسى عليه السلام فرآه في السماء وكان بينهما ما كان وهو في قبره يصلي والنبي يراه صلى الله عليه وسلم عليهما في الحالتين معا ولا يقال في مثل هذا الكشف إن الآن لا يتسع لأمرين متعارضين في الشخص الواحد فصحيح ما يقول ولكن أين الآن هنا إنما ذلك لمن تقيد ب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

منازل الأمر بالندا *** منازل ما لها انتها

يا أي يا أي لا تفارق *** فكونكم ما له انقضا

وأي أي يكون منه *** لوجهه بيننا رآء

عساكر للحروف جاءت *** يضيق عن حملها الفضاء

أرماحها كلها نجوم *** أيدها الأمر والقضاء

سفائن بحرها عميق *** قد مخرت ريحها رخاء

فلتلتزم يا أخي علما *** ضاق له الأرض والسماء

ولتترك الغير في عماه *** بمشهد ما هو العماء

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن الذلة والافتقار لا تكون من الكون إلا لله تعالى فكل من تذلل وافتقر إلى غير الله تعالى واعتمد عليه وسكن في كل أمره إليه فهو عابد وثن وذلك المفتقر إليه يسمى وثنا ويسميه المفتقر إلها وألطف الأوثان الهواء وأكثفها الحجارة وما بينهما ولهذا قال المشركون لما دعوا إلى توحيد الإله في ألوهته أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ عُجابٌ فالناس يحملون قوله إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ عُجابٌ إنه من قول الكفار حيث دعاهم إلى توحيد إله وهم يعتقدون كثرتها وهو عندنا من قول الحق أو قول الرسول وأما قول الكفار فانتهى في قوله إِلهاً واحِداً والتعجب إنه يأول العقل يعلم الإنسان أن الإله لا يكون بجعل جاعل فإنه إله لنفسه ولهذا وقع التوبيخ بقوله تعالى أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ والإله في ضرورة العقل لا يتأثر وقد كان هذا خشبة يلعب بها أو حجرا يستجمر به ثم أخذه وجعله إلها يذل ويفتقر إليه ويدعوه خوفا وطمعا فمن مثل‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!