الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


ينعدم ويبقى في فهم السامع مثال صورته فيتخيل إن الخاطر باق كما تخيل ذو النون في قوله أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ فقال كأنه الآن في أذني فما ذلك هو الكلام الذي سمع وإنما ذلك الباقي مما أخذ الفهم من صورة الكلام فثبت في النفس والقليل من أهل الله من يفرق بين الصورتين ولما كانت الخواطر من الخطاب الإلهي لذلك دعا من دعا من أهل الله الخلق إِلَى الله عَلى‏ بَصِيرَةٍ فإن الدعاء على بصيرة لا يكون إلا بالتعريف الإلهي والتعريف الإلهي لا يكون إلا كلاما لا غير ذلك ليرتفع الإشكال ولو كان التكوين عن غير كلمة كن لم يكن له ذلك الإسراع في قوله فيكون بفاء التعقيب وهي جواب الأمر لأن الذي يكون كان على بصيرة لأنه خطاب فلو كان غير خطاب لم يكن له هذا الحكم ولكن أين النفوس المراقبة العالمة المحسة التي تعرف الأمر على ما هو عليه وغاية الناظر في هذا الأمر أن يجعل ما هو خطاب حق في النفس إن ذلك المعبر عنه بالعلم الضروري خلقه الله في محل هذا الشخص لا غير وصاحب الكشف الصحيح يدري أن الله ما خلق له العلم الضروري بالأمر إلا بعد إسماعه إياه كلامه فيعلم عند ذلك ما أراد الحق بذلك الخطاب فذلك العلم هو العلم الضروري ولكن ما يشعر

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

تعشقت بالصادر الوارد *** تعشق شفعي بالواحد

وأسماؤه كلها ورد *** سراعا لتخفى على الراصد

وتعطي بآثارها همة *** إلى كل قلب لها قاصد

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

الوارد عند القوم وعندنا ما يرد على القلب من كل اسم إلهي فالكلام عليه بما هو وارد لا بما ورد فقد يرد بصحو وبسكر وبقبض وببسط وبهيبة وبأنس وبأمور لا تحصى وكلها واردات غير أن القوم اصطلحوا على أن يسموا الوارد ما ذكرناه من الخواطر المحمودة

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم يا أخي أن الوارد بما هو وارد لا يتقيد بحدوث ولا قدم فإن الله قد وصف نفسه مع قدمه بالإتيان والورود إتيان والوارد قد تختلف أحواله في الإتيان فقد يرد فجأة كالهجوم والبوادة وقد يرد غير فجأة عن شعور من الوارد عليه بعلامات وقرائن أحوال تدل على ورود أمر معين يطلبه استعداد المحل وكل وارد إلهي لا يأتي إلا بفائدة وما ثم وارد الإلهي

كونيا كان أو غير كوني والفائدة التي تعم كل وارد ما يحصل عند الوارد عليه من العلم من ذلك الورود ولا يشترط فيه ما يسره ولا ما يسوءه فإن ذلك ما هو حكم الوارد وإنما حكم الوارد ما حصل من العلم وما وراء ذلك فمن حيث ما ورد به لا من حيث نفسه فيأتي الله يوم القيامة للفصل والقضاء بين الناس فمن الناس من يقضي له بما فيه سعادته ومن الناس من يقضي له بما فيه شقاوته والإتيان واحد والقضاء واحد والمقضي به مختلف والوارد لا يخلو ما أن يكون متصفا بالصدور في حال وروده فيكون واردا من حيث من ورد عليه صادرا من حيث من صدر عنه فلا بد أن يكون هذا الوارد محدثا من الله وإن لم يتصف بالصدور في حال وروده فإنه وارد قديم والورود نسبة تحدث له عند العبد الوارد عليه فالواحد صادر وارد والآ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!