الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


النفس من ذلك فحظها النطق بذكر الله لا تدري أن ذلك الذكر يعود منه وبال على النفس أم لا ولا تدري هل هو مشروع أم غير مشروع ولذلك إذا شهدت الجوارح والجلود بما وقع منها من الأعمال على النفس المدبرة لها ما تشهد بوقوع معصية ولا طاعة وإنما شهادتها بما عملته والله يعلم حكمه في ذلك العمل ولهذا إذا كان يوم القيامة تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ولم يشهدوا بكون ذلك العمل طاعة ولا معصية فإن مرتبتهم لا تقتضي ذلك فالإنسان من حيث هيكله سعيد كله ومن حيث نفسه إن كان مؤمنا فهو صاحب تخليط

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما قرب الله منه فعلى نوعين النوع الواحد قرب رحمة وعطف وتجاوز ومغفرة وإحسان والنوع الآخر قرب لا يمكن كشفه لكن نومئ إليه فنقول لا يخلو الحق مع كل عبد عند ما يتجلى له أن يظهر له في مادة أو في غير مادة فإن تجلى له في مادة وهي الصورة تبع القرب تلك المادة في مجلس الشهود وحضرة الرؤية وإن تجلى له في غير مادة كان قرب المنزلة والمرتبة كقرب الوزير والقاضي والوالي وصاحب الحسية من الملك فإنه قرب متفاضل وقد يدني مجلس الأدون ليسارره بأمر ينفذ في مرتبته ويكون الأعلى أبعد منه مجلسا في ذلك المجلس ولا يقتضي قربه في ذلك المجلس بأنه أعلى رتبة من الأعلى منه فإن حكم المواد يخالف حكم النفوس في الصورة وإذا علمت هذا فقد قربت من العلم بقرب الحق والقرب بين الاثنين على حد واحد فمن قرب منك فقد اتصفت بأنك منه قريب وفي نفس الأمر ليس للبعد من الله سبيل وإنما البعد أمر إضافي يظهر في أحكام الأسماء الإلهية فزمان حكم الاسم الإلهي في الشخص هو زمان اتصافه بالقرب من البعد وقرب العبد منه والاسم الإلهي الذي ما له حكم الوقت في الشخص هو منه بعيد كيف يتصف بالبعد عنك أو تتصف بالبعد منه من أنت في قبضته أ لم يفتح لآدم يده اليم

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!