الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


شغلهم عنه بالنظر في ذواتهم وذوات العالم عند صدورهم من الله فإذا وفوا النظر فيما وجد من العالم تعلقوا بالله فتخيلوا أنهم رجعوا إليه من حيث صدورهم عنه وما علموا أن الحقيقة الإلهية التي صدروا عنها ما هي التي رجعوا إليها بل هم في سلوك دائما إلى غير نهاية وإنما نظروا لكونهم رجعوا إلى النظر في الإله بعد ما كانوا ناظرين في نفوسهم لما لم يصح أن يكون وراء الله مرمى وسبب الري الحقيقي أنه لما لم يتمكن أن يقبل من الحق إلا ما يعطيه استعداده وليس هناك منع فحصل الاكتفاء بما قبله استعداد القابل وضاق المحل عن الزيادة من ذلك فقال صاحب هذا الذوق ارتويت فما يقول بالري إلا من هو واقف مع وقته وناظر إلى استعداده والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وقال به قوم‏

عدم الري دليل واضح *** أن أحكام التناهي لا تكون‏

قال بالري رجال غلطوا *** ورأوا أن الذي قيل يهون‏

وهم لو عرفوا مقداره *** ورأوا ما يقتضي كن فيكون‏

لم يقولوا مثل هذا وأتوا *** للذي أنكره يعتذرون‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

أمر الله تعالى نبيه أن يقول رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ومن طلب الزيادة فما ارتوى وما أمره إلى وقت معين ولا حد محدود بل أطلق فطلب الزيادة والعطاء دنيا وآخرة

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في شأن يوم القيامة فأحمده يعني إذا طلب الشفاعة بمحامد يعلمنيها الله لا أعلمها الآن‏

فالله لا يزال خلاقا إلى غير نهاية فينا فالعلوم إلى غير نهاية وليس غرض القوم من العلم إلا ما يتعلق بالله كشفا ودلالة وكلمات الله لا تنفد وهي أعيان موجوداته فلا يزال طالب العلم عطشانا أبدا لا رى له فإن الاستعداد الذي يكون عليه يطلب علما يحصله فإذا حصل أعطاه ذلك العلم استعداد العلم آخر كوني أو إلهي فإذا علم بما حصل له أن ثم أمرا يطلبه استعداده الذي حدث له بالعلم الحاصل عن الاستعداد الأول يعطش إلى تحصيل ذلك العلم فطالب العلم كشارب ماء البحر كلما ازداد شربا ازداد عطشا والتكوين لا ينقطع فالمعلومات لا تنقطع فالعلوم لا تنقطع فأين الري فما قال به إلا من جهل ما يخلق فيه على الدوام والاستمرار ومن لا علم له بنفسه لا علم له بربه قال بعض العارفين النفس بحر لا ساحل له يشير إلى عدم النهاية وكلما دخل في الوجود أو اتصف بالوجود

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

للمحو حكم إلهي يقول به *** في سورة الرعد والبرهان يحمله‏

المحو يثبته الإثبات وهو له *** ضد وهل بوجود الضد تعقله‏

المحو ثبت ولكن حكمه عدم *** فابحث على عالم به يفصله‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن المحو عند الطائفة رفع أوصاف العادة وإزالة العلة وما ستره الحق ونفاه قال تعالى يَمْحُوا الله ما يَشاءُ ويُثْبِتُ فثبت المحو وهو المعبر عنه بالنسخ عند الفقهاء فهو نسخ إلهي رفعه الله ومحاه بعد ما كان له حكم في الثبوت والوجود وهو في الأحكام انتهاء مدة الحكم وفي الأشياء انتهاء المدة فإنه تعالى قال كُلٌّ يَجْرِي إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى فهو يثبت إلى وقت معين ثم يزول حكمه لا عينه فإنه قال يَجْرِي إِلى‏ أَجَلٍ مُسَمًّى فإذا بلغ جريانه الأجل زال جريانه وإن بقي عينه فالعادة التي في‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!